بوخارست
تعد بوخارست سادس أكبر مدينة في دول الاتحاد الأوروبي، حيث يتجاوز عدد سكانها الثلاثة ملايين نسمة. تتميز المدينة بأنها المركز التجاري والسياسي والصناعي الأساسي في رومانيا، وهي تعتبر نقطة هامة لنقل البضائع والأفراد في شرق أوروبا.
الموقع والمناخ
تتموقع بوخارست في منطقة سهلية جنوب شرق رومانيا على ضفاف نهر ديمبوفيستا، تأخذ المدينة شكلاً شبه دائري وتحتوي على عدة ضواحي كانت ريفية حتى وقت قريب. كما تضمّ العديد من البحيرات والمنتزهات والحدائق، مما يجعلها واحدة من أجمل المدن في شرق أوروبا، وتُعرف أحيانًا باسم “باريس الصغيرة” أو “باريس الشرق”.
تتميز بوخارست بمناخ قاري يتميز بشتاء قارس تنخفض فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، حيث قد تصل أحيانًا إلى -20 درجة مئوية مع تساقط طفيف للثلوج. أما في الصيف، فقد تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية مع تراجع في معدلات الأمطار والرطوبة. يمكن أن تحدث بعض العواصف في فصل الربيع والخريف. ومن الجدير بالذكر أن درجات الحرارة في بوخارست تأثرت في السنوات الأخيرة بظاهرة الاحتباس الحراري.
السكان
يتجاوز عدد سكان بوخارست الثلاثة ملايين نسمة، بالإضافة إلى الآلاف من العاملين الذين يتوجهون إلى المدينة يومياً، وخصوصاً من مقاطعة إيلفوف القريبة. ولا توجد إحصاءات رسمية توضح الأعداد الدقيقة لهؤلاء القاطنين.
شهدت المدينة زيادة سريعة في عدد السكان بعد أن أصبحت عاصمة البلاد، واستمر هذا الاتجاه حتى الحرب العالمية الثانية والتي أدت إلى دمار كبير في المدينة وتشريد مئات الآلاف من سكانها. وفي النصف الثاني من القرن العشرين، شهدت بوخارست موجة أخرى من النمو السكاني خلال حكم نيكولاي تشاوتشيسكو الذي قام بتطوير وتوسيع المناطق الحضرية وإصدار قرارات منع الإجهاض وتحديد النسل.
يتكون سكان بوخارست، الذين يمثلون حوالي عشرة بالمئة من إجمالي سكان رومانيا، من مجموعات عرقية متنوعة، حيث يشكل الرومانيون الغالبية العظمى، يليهم الغجر، ثم المجريون والأتراك والألمان، بالإضافة إلى وجود أحياء لليهود واليونانيين.
الاقتصاد
يُعتبر الإنتاج الصناعي في بوخارست مسؤولًا عن ربع الإنتاج الوطني، كما يساهم بنسبة مماثلة في الناتج المحلي الإجمالي، مما يجعل القدرة الشرائية لمواطني المدينة ضعف ما هي عليه في بقية رومانيا وأعلى من المتوسط في دول الاتحاد الأوروبي.
على الرغم من حدوث ركود في التسعينيات من القرن الماضي، فإن المدينة شهدت تطورًا ملحوظًا مع التحول إلى نظام السوق الحر. حيث تم تعزيز البنية التحتية وتطوير العديد من مراكز التسوق والمباني السكنية ومراكز الأعمال، مما ساهم في تقليل معدلات البطالة في المدينة بشكل كبير.