موقع مدينة سبأ وتاريخها
تقع مدينة سبأ ضمن أراضي الجمهورية اليمنية، وقد أُقيمت فيها أحد أبرز الممالك العربية القديمة، الذي يُعتقد أن تأسيسه يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد. أُطلق على هذه المملكة اسم مملكة سبأ، استنادًا إلى الموقع الجغرافي الذي نشأت فيه. ارتكزت أساسيات هذه المملكة على اتحاد مجموعة من الممالك والقبائل اليمنية، مما أتاح لها أن تمتلك قوة كبيرة وتوسعًا مستمرًا. كانت قبيلة سبأ هي النواة الأساسية لتكوين المملكة، حيث سعت لضم العديد من القبائل المجاورة إما من خلال الإقناع أو القوة، كما تمكنت من دمج ممالك أخرى كانت موجودة في ذلك الوقت مثل مملكة حضرموت ومملكة معين وقبيلة قطبان، مما ساهم في زيادة غناها ونفوذها ليصل إلى مناطق بلاد الشام والعراق.
الديانة السائدة في مملكة سبأ
كان ابناؤُ سبأ يعبدون الأوثان، من أشهر آلهتهم إله مُقه وإله عثتر، واللذان كانا يُعتبران من أبرز الآلهة التي تُقدِّست من قِبل الممالك والقبائل المختلفة الدراجة في مملكة سبأ. كان لكل مملكة أو قبيلة إله خاص بها حسب معتقداتهم الدينية. وشهدت مدينة سبأ هيمنة الكهنة بشكل ملحوظ على أمور الحكم، حيث تتابع حكم ما لا يقل عن سبعة عشر كاهنًا على المدينة منذ بدايات تأسيسها. تميز شعب سبأ بمدى تدينه وطاعته للآلهة، واهتمامه الكبير بالسحر والشعوذة. ظلت عبادة الأوثان مستمرة حتى زمن الملكة بلقيس، التي عاصرت النبي سليمان. وبعد زيارتها له واقتناعها بنبوته عبر الأدلة والبراهين، أقدمت على نشر ديانته السماوية في جميع أنحاء مملكة سبأ.
بداية تأسيس مملكة سبأ
أعطى الكاهن كربئيل وتر، الذي تولى حكم مدينة سبأ في القرن السابع قبل الميلاد، لنفسه لقب ملك ليُعلن بذلك تحول المدينة إلى مملكة. قاد العديد من الجيوش الضخمة لمحاربة القبائل والممالك المجاورة وضمها لمملكة سبأ. شهدت المملكة في عهده ازدهارًا وتطويرًا ملحوظًا، حيث أظهر اهتمامًا خاصًا بجمع مياه الأمطار من خلال حفر الآبار وبناء السدود، خصوصًا في المناطق الجبلية، بهدف ري المزروعات. بالإضافة إلى ذلك، عمل على توحيد القبائل والممالك المختلفة رغم تنوعها العرقي واللغوي، وحكم المملكة بدون تمييز أو عنصرية تجاه أي قبيلة أو مملكة، وجعل من مدينة مأرب عاصمة وحيدة للمملكة.