مدينة مادبا
تقع مدينة مادبا في المملكة الأردنية الهاشمية، وتعتبر واحدة من المحافظات الرئيسية في البلاد، وذلك لاحتوائها على مجموعة غنية من المعالم الأثرية، التي لا يزال العديد منها مدفوناً ولم يُكتشف بعد. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المدينة بخصوبة أراضيها، مما يجعلها من المناطق الطبيعية الجذابة.
تبتعد مادبا حوالي ثلاثين كيلومتراً جنوب العاصمة الأردنية، عمان. وتشتهر بقربها من جبل بينو، المطل على البحر الميت، وهو أدنى نقطة على وجه الأرض. كما ترتفع المدينة عن مستوى سطح البحر بنحو 774 متراً.
تعد محافظة مادبا منطقة زراعية بامتياز، حيث تتمتع بتربة غنية وخصبة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 152,900 نسمة، حيث يهيمن الذكور بفارق 5% عن الإناث. تحتوي المدينة على العديد من المؤسسات التعليمية، مثل الجامعة الألمانية، والجامعة الأمريكية، إلى جانب جامعة الزيتونة، وجامعة الإسراء، وجامعة البتراء وكينغز أكاديمي.
أهم المعالم الأثرية في مادبا
تعتبر مادبا مدينة ذات تاريخ طويل يعود إلى العصر الحديدي، معروفة بتنوع آثارها، وخاصة المعالم الدينية. تحتوي المدينة على عدد من الكنائس القديمة، منها كنيسة الروم الأرثوذكس، المعروفة بكنيسة الخارطة، وكنيسة العذراء، وكنيسة إيلا النبي، وكنيسة الشهداء.
ويبرز جبل نيبو في المدينة، حيث أسست الرهبانية الفرنسيسكانية بناءً لحماية الفسيفساء المعروفة من القرنين الرابع والسادس ميلادياً. كما قام أوائل المسيحيين ببناء كنيسة صغيرة هناك عام 393 ميلادي.
إلى الشمال من جبل نيبو، يوجد موقع الآثار الذي يحتوي على بقايا الكنيسة الرئيسية في مادبا، بالإضافة إلى دير قريب. وقد كشفت أعمال الحفر في المنطقة الجنوبية للكنيسة عن قاعة واسعة. وفي الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة مادبا، نجد موقع أم الرصاص، الذي يبعد حوالي ثلاثين كيلومتراً، ويحتوي على برج بيزنطي يرتفع 15 متراً.
تشتهر مادبا أيضاً بشلالات ماعين، التي تقع على بُعد ثلاثة كيلومترات فقط، وتتفجر منها الينابيع المعدنية، مما جعلها وجهة شهيرة للكثيرين ممن يبحثون عن العلاج بمياهها الساخنة، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية أو عصبية. كما تتضمن المدينة العديد من المعالم المميزة مثل كنيسة الرسل، والمكاور، وحي الأزايدة، بالإضافة إلى منطقة الفيحاء.