الوادي
الوادي هو أحد الظواهر الطبيعية التي تتشكل عميقاً في الأرض، بحيث يصبح مجرى مائياً خلال فصل الشتاء عند هطول الأمطار الغزيرة، أو نتيجة لتساقط المياه من الجبال الذي يحفر في الأرض مجرى ماء طبيعياً. تبرز العديد من الأودية خلال الفترات الممطرة، وتستمر لفترة زمنية معينة قبل أن تبدأ في الجفاف في انتظار موسم المطر القادم. ومن أشهر الأودية في العالم: وادي نهر السمك في ناميبيا، ووادي هور في الصحراء الكبرى، ووادي طُوى المقدس في مصر.
تشير كلمة “مقدس” إلى الشيء الذي يحظى بأهمية كبيرة وخصوصية في نفوس الناس منذ العصور القديمة، والذي يتم أداء العبادات والطقوس الدينية فيه، وتختلف هذه الأماكن المقدسة بحسب الأديان والمذاهب. في الإسلام، يُعد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى من أهم الأماكن المقدسة. كما وردت العديد من الإشارات للأماكن المقدسة في القرآن الكريم، مثل عرفة وحدود مكة والصفا والمروة والمشعر الحرام ووادي طُوى المقدس.
وادي طُوى
يعتبر وادي طُوى المقدس واحدًا من أكثر الأماكن قدسية بالنسبة لأتباع جميع الأديان السماوية. ومع ذلك، لا يزال موقع هذا الوادي غير محدد بدقة، وما هو مؤكد هو وجوده في صحراء سيناء بمصر.
في الآونة الأخيرة، تم الإبلاغ عن احتمال تحديد موقع وادي طُوى المقدس، حيث يُعتقد أنه يقع في بداية وادي أسلا. استند هذا التحديد إلى محاولات مطابقة ما ورد في الآية الكريمة بموقعه الجغرافي، حيث قال الله تعالى: “ففَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ…” [سورة القصص: الآية 30]. وقد انطلق نبي الله موسى عليه السلام من مدينة مدين بعد أن قضى فيها عشر سنوات وتزوج ابنة النبي شعيب عليه السلام، حتى وصل إلى سيناء في منطقة تُدعى وادي نبق، التي تعقبها وادي الكيت ومن ثم وادي أسلا ووادي طُوى المقدس. ويُعتبر هذا التصور الأكثر قربًا من الآية الكريمة، ولكن الموقع لا يزال قيد التحقيق والدراسة.
وادي طُوى المقدس في الدين الإسلامي
قال الله تعالى: “إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى” [سورة طه: الآية 12]. وقد شهد موسى عليه السلام في هذا المكان النار من بعيد، وترك عائلته ليتجه نحو موضع النار عله يجد الناس أو يحضر قبسًا منها. وعندما وصل، حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث تلقى كلمات الله مباشرة دون وساطة من ملك أو غيره، آمراً إياه بخلع نعليه. وقد فسر المفسرون ذلك بأنهما كانتا من جلد حيوان غير مذكى، وبعضهم أرجع ذلك إلى التواضع والإجلال أمام ملك الملوك. ومن هنا، سُمّي موسى عليه السلام بكليم الله.
في وادي طُوى المقدس، تسلم موسى عليه السلام مهام رسالته كنبي من أنبياء الله وأحد أولي العزم من الرسل. وقد أُمر بدعوة فرعون مصر للإيمان بالله وحده، وكان فرعون قد ادعى الألوهية، فكفر بدعوة موسى عليه السلام بينما آمن به قومه من بني إسرائيل. ومن وادي طُوى المقدس بدأت الرسالة السماوية اليهودية التي تستمر حتى يومنا هذا.