مكان دفن عيسى عليه السلام
وفقًا لما هو ثابت في الشريعة الإسلامية بموجب نصوص القرآن الكريم، فإن عيسى -عليه السلام- قد رفعه الله -سبحانه وتعالى- إليه. كما جاء في قوله: (إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ). وقد أكد جمهور العلماء أن الله تعالى قد قام برفع عيسى -عليه السلام- بجسده وروحه إلى السماء.
بينما يرى بعض العلماء أن رفع عيسى -عليه السلام- يعني توفّاه ورفع مقامه وروحه إليه، حيث ترفع أرواح الأنبياء عليهم السلام. وقد أكدوا على هذا الاستدلال من خلال قول الله -تعالى- في الآية الكريمة: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ). وبغض النظر عن رأي أي من العلماء، فإن الثابت هو أن الله -تعالى- قد رفع عيسى -عليه السلام- إليه، وأنه لم يُقتل أو يُصلب كما تفيد بعض الروايات لدى أهل الكتاب.
الرّفع إلى السماء
يُقال إنه عندما لاحظ بنو إسرائيل الجماهير تتجمع حول عيسى -عليه السلام- وتستمع لمواعظه، وازدادت أعداد أنصاره من الحواريين، قاموا بتحذير بعض الملوك من أن دعوة عيسى قد تؤدي إلى فقدان سلطتهم. لذا، بدأوا بالبحث عنه في كل مكان لقتله والحفاظ على ملوكهم. فأوحى الله -عزّ وجلّ- إلى عيسى -عليه السلام- بالتخفي في بيت أحد الحواريين، وكان عددهم اثني عشر.
استمر البحث عنه حتى أُخبر الناس بمكانه، ووجد الجنود البيت المطلوب. وعند هذه النقطة، قام الله -تعالى- برفع سيدنا عيسى -عليه السلام- إلى السماء حيث قال تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).
إلقاء الشبه
توجد روايات تقول إن القتل والصلب حدثا لشخص يشبه عيسى -عليه السلام-، وقد قُدمت مجموعة من الروايات في هذا الصدد، منها:
- الرواية الأولى: عندما همّ اليهود بالدخول إلى المكان الذي يتواجد فيه عيسى -عليه السلام-، قام الله -عزّ وجلّ- برفعه. وعندما لم يجدوه في البيت، خاف اليهود من وقوع فتنة؛ فأخذوا شخصًا آخر وقاموا بقتله ثم صلبوه، مما أدى لخداع العامة الذين لم يكونوا يعرفون شكل المسيح، وكانت معرفتهم تقتصر على اسمه فقط.
- الرواية الثانية: أن الله -عزّ وجلّ- ألقى شبه عيسى -عليه السلام- على شخص آخر، وهو من قُتل وصلب.
عيسى عليه السلام
عيسى -عليه السلام- هو المسيح ابن مريم بنت عمران -عليهما السلام-. خلقه الله بدون أب، وكانت ولادته معجزة، حيث حملت به أمه مريم العذراء دون زوج، وذلك بإرادة الله -عزّ وجلّ-. يُعتبر عيسى -عليه السلام- نبيًا من أنبياء الله -سبحانه وتعالى- ومن أولي العزم، وقد أرسله الله -تعالى- إلى بني إسرائيل وأيّده بالعديد من المعجزات، حيث كان يحيي الموتى، ويعيد البصر للمكفوفين، ويُعالج الأكمه والأبرص، وكل ذلك بإرادة الله -عزّ وجلّ- وإذنه. وكان عيسى -عليه السلام- آخر أنبياء بني إسرائيل، وبعده بعث الله خاتم المرسلين محمد -عليه الصلاة والسلام- للناس كافة.