نبذة مختصرة عن أبي ذر جندب بن جنادة تُطلعنا على سيرته العطرة، فهو من الصحابة الذي عاصروا نشر الدين الإسلامي منذ بداياته، وتلقوا تعاليم الدين الإسلامي من رسول الله صلى الله عليه وسلم دون حائل، لذا من خلال موقع سوبر بابا يتبين من هو أبي ذر جندب بن جنادة.
نبذة مختصرة عن أبي ذر جندب بن جنادة
قبل توضيح من هو أبي ذر جندب بن جنادة؟ يجدر الإشارة إلى أنه الصحابي الجليل المشهور بأبي ذر الغفاري، وأصح ما قيل إن اسمه بالكامل هو جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن حرام، وذُكر أيضًا أنه جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن غفار جنادة.
أما قد ورد له العديد من الأسماء الأخرى ففي رواية أخرى أنه يدعي برير بن عبد الله وقيل أيضًا جندب بن سكن.. كما كان قبل دخوله إلى الإسلام موحدًا ولا يعبد الأصنام، ويُقال إنه كان يتوجه إلى الله بصلاته قبل الإسلام، ويقال إنه رد عندما سأله عبد الله بن الصامت عن الإله الذي يعبده قائلًا: إله السماء وأتوجه حين وجهني الله وكان ذلك قبل إسلامه بأربع أعوام..
أثناء بيان نبذة مختصرة عن أبي ذر جندب بن جنادة جدير بالذكر أنه ابن لابوين من قبائل بني كنانة، فأمه هي رملة بنت الوقيعة الغفاري.. لكن ينتمي أبي ذر إلى قبيلة الغفار المشهورة، حيث نشأ في أحد بطون بني بكر بن كنانة.
اقرأ أيضًا: معلومات عن الصحابي حذيفة بن اليمان
صفات أبي ذر الغفاري
في سياق توضيح نبذة مختصرة عن أبي ذر جندب بن جنادة، وبعدما تبين أنه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، يجب التأكد أن له من الصفات الخلقية والخُلقية ما يجعله ممن يرافقون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- له جسد ضخم.
- ذو لحيه كثيفة ولكن ذُكر في قول آخر أن جسده كان نحيفًا لا جسيمًا لكنه كان طويلًا.
- كان أسمر اللون ذو لحية بيضاء وشعر أبيض كذلك.
- اشتهر بهدوئه.
- كان ابن الغفار آية في مساعدة الفقراء والزهد.
- عُرف عنه شجاعته حيث كان من الممكن أن يغير على قافلة بمفرده على ظهر فرسه في وضح النهار فيجتازهم ويأخذ ما كان يأخذ من غنائم.
اقرأ أيضًا: الصحابي الذي ارتد مع مسيلمة الكذاب
إسلام أبي ذر الغفاري
عندما وصلته أخبار بأن هناك من يدعو للتوحيد بمكة أرسل أخاه ليتأكد من صحة النبوة قائلًا لأخيه: “اركب لي هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل“، وعندما عاد إليه أخوه قال له إن هذا الرسول جاء ليتمم مكارم الأخلاق.
هذه الإجابة لم تكن كافية لتشفي غليله؛ لذلك هم بالذهاب لرؤية الرسول الكريم وعندما ذهب دخل إلى الإسلام، ولم يذهب من مكة قبل أن يعلم أهل قريش بإسلامه وفعلها، وعندما قال الشهادتين أمام القرشيين ضربوه إلى أن قال لهم العباس بأنه من الغفاريين.
بعدها عاد لأهله ومكث معهم وعندما ذهب أسلم نصف قومه وأصبح يقيم فيهم شعائر الإسلام، وظل النصف الآخر كما هم ولكن عندما هاجر إلي المدينة كان قد أسلم النصف الآخر.
ظل مع قومه إلى أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم ذهب إليه وكانت قد فاتته غزوتي بدر وأُحد والخندق، ولكنه شارك في غزوة حنين وحمل راية قبيلته بها، وهو يعد من الصحابة السابقين في الدخول إلى الإسلام وقيل أنه رابع أو خامس من دخل في الإسلام، وأحد القلائل الذين جهروا بإسلامهم في مكة قبل الهجرة النبوية.
قد كان أبو ذر في المدينة يقوم على خدمة النبي فإذا انتهى كان يأوى إلى المسجد لينام فيه.. وذات يوم وجده الرسول صلى الله عليه وسلم نائمًا فنكته الرسول برجله فقام جالسًا فقال له الرسول:
“ألا أراك نائمًا؟” فرد أبو ذر قائلًا:” فأين أنام، هل لي من بيت غيره؟ ” فجلس الرسول الكريم إليه ثم قال: “ كيف أنت إذا أخرجوك منه؟“ فرد أبي ذر قائلًا: “ألحق بالشام؛ فإن الشام أرض الهجرة، وأرض المحشر، وأرض الأنبياء، فأكون رجلاً من أهلها” فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ كيف أنت إذا أخرجوك من الشام؟“.
فرد أبي ذر: “أرجع إليه؛ فيكون بيتي ومنزلي” فقال النبي: “ فكيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية؟“ فقال أبو ذر: “آخذ إذًا سيفي فأقاتل حتى أموت” فكشر الرسول صلي الله عليه وسلم ثم قال: “أدلك على خير من ذلك؟“ فقال أبو ذر “بلى، بأبي وأمي يا رسول الله“ فرد الرسول الكريم: ” تنقاد لهم حيث قادوك، حتى تلقاني وأنت على ذلك“.
عندما وسعت رقعة الإسلام في آخر أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله أبو ذر وطلب منه الإمارة فأبي رسول الله وقال له : “إنك ضعيف، وإنها خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها“.
أما عن أبي ذر جندب بن جنادة في حياته بعد وفاة الرسول الكريم فقد شارك في الفتح الإسلامي للشام، وشهد أيضًا فتح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب، وبعد فتحها أقام في الشام وتقول بعض المصادر الشيعية أن عثمان بن عفان رضي الله عنه هو من نفاه إلى الشام.
كان يفتي الناس أمور دينهم يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ولكن كان يتميز أسلوبه بالحدة بعض الشيء؛ فحدث بينه وبين معاوية بن أبي سفيان خلاف؛ مما جعل معاوية رضي الله عنه يشكوه إلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأرسل عثمان يستدعيه ليقيم في المدينة ولكن تسببت حدته مرة أخرى في مشاكل مما جعل الخليفة يطلب منه أن يقيم بالربذة وأقام هناك إلى أن مات بها.
علم أبي ذر ومكانته
كان أبو ذر حريصًا على التعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يكثر سؤاله حتى أصبح علمًا مُقدما للفتوى في عهد كل من أبو بكر وعمر وعثمان، بل وكان يعتبر موازيًا لابن مسعود في علمه.
مما جعل الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه يفرض له فرضه كأهل بدر، برغم من أنه لم يشهدها وكان يرى علي رضي الله عنه أن أبو ذر له قدر كبير جدًا من العلم ولكنه لم يكن يخرج هذا العلم لطلابه.
اقرأ أيضًا: اسم الصحابي الذي تستحي منه الملائكة في السماء ولماذا؟
وفاة أبو ذر الغفاري
آخر ما يُشار إليه في نبذة مختصرة عن أبي ذر جندب بن جنادة وفاة هذا الصحابي الجليل، لقد كان أبو ذر الغفاري معتزل الناس في أواخر أيام حياته في منطقة (الربذة)، حتى مات في عام 32 هجريًا في عزلته تلك وقد قيل إنه أوصى قبل وفاته بقوله:
“لما أموت اغتسل وتغطيني واجلس في الشارع حتى يقول أول الفرسان الذين يمرون بك هذا هو أبو ذر قد تم“ وفي رواية أخرى “إذا مت فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر“.
حظى الصحابة رضوان الله عليهم بأنهم كانوا من السباقين الأوليين مما يكن لهم نصيب في جنات عليين كما وعدهم الله الحق.