هل البيرسنج حرام؟ وهل هو جائز للرجال؟ يعتبره بعض الفتيات من الأمور الجمالية، والتي تم استخدامها في تلك الآونة على نطاق واسع، وتفننت الفتيات في عمله في كل مكان في الوجه والجسد، ولكن مع انتشار المُحرمات واستباحتها وغياب القيم والمبادئ لا ينظر أحد إن كان هذا الأمر مُحرمًا أم جائزًا، وهو ما نُبينه بشيء من التفصيل من خلال موقع سوبر بابا.
هل البيرسنج حرام؟
البيرسنج هو عبارة عن ثقب مناطق معينة من الوجه والجسم وتعليق الزينة بها سواء كانت من الفضة أو الذهب، وهذا الأمر أثار جدلًا كبيرًا بين الناس حول كونه من الأمور التي أحلها الله تعالى أم هو غير جائز شرعًا.
تكمُن الإجابة على سؤال هل البيرسنج حرام؟ في أنه جائز وذلك وفقًا لِما ورد عن الحنبلي في كتابه المغني: “فَصْلٌ: وَيُبَاحُ لِلنِّسَاءِ مِنْ حُلِيِّ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْجَوَاهِرِ كُلُّ مَا جَرَتْ عَادَتُهُنَّ بِلُبْسِهِ، مِثْلُ السِّوَارِ وَالْخَلْخَالِ وَالْقُرْطِ وَالْخَاتَمِ، وَمَا يَلْبَسْنَهُ عَلَى وُجُوهِهِنَّ، وَفِي أَعْنَاقِهِنَّ، وَأَيْدِيهِنَّ، وَأَرْجُلِهِنَّ، وَآذَانِهِنَّ وَغَيْرِهِ، فَأَمَّا مَا لَمْ تَجْرِ عَادَتُهُنَّ بِلُبْسِهِ، كَالْمِنْطَقَةِ وَشِبْهِهَا مِنْ حُلِيِّ الرِّجَالِ، فَهُوَ مُحَرَّمٌ، وَعَلَيْهَا زَكَاتُهُ، كَمَا لَوْ اتَّخَذَ الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ حُلِيَّ الْمَرْأَةِ”.
يمكن الاستدلال من القاعدة السابقة أن البيرسنج من صور تزين المرأة، ولكن لا يجب عليها أن تقوم بارتداء الحُلي التي تجعلها تتشبه بالرجال؛ حيث إن ذلك الأمر حرام شرعًا وفقًا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- “لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ” صحيح البخاري.
علاوة على أنّ المرأة التي تتزين للأجانب من الرجال من غير المحارم، تكون بذلك آثمة، لأننا نتطرق حينئذٍ إلى حكم آخر وهو ما أُمرت به المرأة المُسلمة.. بأن زينتها يجب أن تكون لزوجها فحسب أو أمام محارمها.
اقرأ أيضًا: أهمية العطور في الإسلام
شروط جواز البيرسنج
على الرغم من أن الإجابة على سؤال هل البيرسنج حرام؟ كانت هي الإباحة والجواز، إلا أن هناك بعض الشروط الهامة التي يجب وضعها في الاعتبار، ومن الجدير بالذكر أنه من دونها يكون مُحرمًا ويأثم الشخص على فعله، وهذه الشروط هي:
- ألا يكون الغرض من فعله هو إبداء الزينة للأجانب أو غير المحارم.
- لا بُد من أن تكون المرأة تفعل هذا من أجل زوجها فقط وغير ذلك فهو مُحرم.
- إن كان التثقيب يُحتّم على المرأة أن تكشف عورتها إلى شخص أجنبي عن تلك المرأة، فإنه لا يجوز.
- ألا يكون عادة أو رمز لدى أعداء الله أو الكفار الذين ينشرون الفسق والفجور في الأرض، وذلك تصديقًا لِما ورد في السنة.
- إذا كانت تلك الثقوب سوف تتسبب في أي ضرر صحي للمرأة، فبالطبع لا يجوز فعلها.
اقرأ أيضًا: أنواع الحياء في الإسلام
حكم البيرسنج للرجال
إن البيرسنج أو الثقب في الأذن أو في الجسم لم يعُد حكرًا على النساء فقط، بل نجد في تلك الآونة رجال كثيرون يقومون بثقب آذانهم وأنوفهم وأجسادهم ويعلقون الحُلي بغرض التزين، ويتساءل العديد منهم حول جواز ذلك الأمر وهل يوجد له شروط معينة لكي يكون مُباحًا أم لا.
من الجدير بالذكر أن حكم الثقب في أي مكان للرجل مُحرم، فهو بذلك يتشبه بالمرأة التي تقوم بالتزين، بالإضافة إلى أنه في ذلك تقليدًا للغرب ممن ليسوا على دين الإسلام، وبالتالي فإن من يفعل ذلك الأمر يعترف أنه من هؤلاء القوم، وفقًا لِما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ منْهم).
لا شك أن تزين المرأة لزوجها من الأمور التي أحلها الله عز وجل، ولكن مع التطور الحديث الذي يحدث في الآونة الأخيرة ظهرت وسائل تزيين غريبة للغاية وأثارت جدلًا على غرار البيرسنج.