هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع

هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع

هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع؟ وما هي العلامات التي تُشير إلى التهاب الأذن؟ علينا أن نعلم أن إصابة الأذن بالالتهاب تُعد من أكثر الحالات المرضية شيوعًا، والتي تتمايز في أسبابها وأعراضها باختلاف نوع الالتهاب وحِدته، ذلك يتسبب في تضارب كبير في محاولة فهم الحالة المرضية، لذا قررنا عبر موقع سوبر بابا أن نُجيب بالتفصيل عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع؟

هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع

في غالب الأحيان يحدث التهاب الأذن الداخلية نتيجة عدوى فيروسية تتسبب في تهيج أجزاء الأذن واختلالها، وفي بعض الحالات التي تُعد أقل شيوعًا تنتج هذه العدوى الالتهابية بسبب بعض الجراثيم والبكتيريا.

الجدير بالذكر أن لالتهاب الأذن ثلاث درجات أو مراحل، فهناك التهاب يُصيب الجزء الخارجي للأذن والذي يُعرف باسم صيوان الأذن، وهذا النوع يُطلق عليه لقب أذن السباح أو التهاب خارج الأذن، كما أن هناك نوع من الالتهابات يُصيب الأذُن الوسطى، وعلى الرغم من كونها مزعجة إلا أنها تختفي وحدها في أغلب الأحيان خلال أسبوعين.

دائمًا ما يتم الربط بين إصابة الالتهاب درجات أعمق للأذن وبين صعوبة العلاج وطول فترته، ولكن ما هي الأعراض المُشتركة بين كافة أنواع التهاب الأذن؟ وهل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع؟ نبدأ باستعراض أهم الأعراض الشائعة والتي يظهر بعضها أو كلها على نسبة تصل إلى 90% من مُصابي التهاب الأذن، ومن أمثلة هذه الأعراض ما يلي:

  • الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
  • صعوبة السمع التي تصل إلى فُقدان مؤقت فيه.
  • ألم مُتفاوت في شِدته يُصيب الأذن ويتسبب في إزعاج كبير.
  • سماع صوت طنين في الأذن فيما يُعرف بحالة الرنين.
  • وجود صعوبات في المشي.
  • الدوخة والإحساس بالدوران أو ثقل الرأس.
  • الصُداع.

يعد ذكر الأعراض المُرتبطة بالتهاب الأذن أعلاه إجابة قاطعة عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع أم لا.

فالتهاب الأذن يرتبط ارتباطًا مُباشرًا بالكثير من الأعراض المُزعجة والتي يأتي على رأسها الدوار، الصُداع بالإضافة إلى الغثيان، ويتزايد الشعور بهذه الأعراض في حال ما تكررت إصابة الأذن بالالتهاب، لكن علاقة التهاب الأذن بالشعور بالصداع أو الدوخة واختلال المشي؟ السطور الآتية تُجيبكم عن هذه الأسئلة.

اقرأ أيضًا: كيف يكون الصداع في مرض الأذن

التهاب مركز الاتزان… سبب الدوار الأول

قبل استعراض الإجابة التفصيلية عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع، وجب علينا أن نشرح لكم كيفية وصول الجسم إلى حالة الاتزان، هل طرأ هذا السؤال في أذهانكم من قبل؟

ليس هناك جزء محدد يعتبر المسؤول الأول والأهم عن التوازن، ولكن الوصول إلى هذه الحالة هو نتاج مجهود مشترك للكثير من أجهزة الجسم وأعضائه، يوجد داخل الأذن قنوات هلالية تُعرف باسم القنوات الثُلاثية، بالإضافة إلى الدهليز، وتعتبر وظيفة هذا الدهليز الجمع والربط بين القنوات الثلاث.

عندها يقوم الدماغ بتبادل الإشارات الناتجة عن الجهاز الهيكلي والنظام البصري والسمعي وحتى الإدراكي في سبيل الحفاظ على حالة التوازن باختلاف الظروف، لذا تُلاحظ أن القيام ببعض الحركات المُفاجأة له القدرة على الإخلال بتوازنك، فلم يقم العقل بعد بتحليل الإشارات البصرية والحسية وإرسالها للأذن.

كما تتكون الأذن بشكل عام من ثلاثة أجزاء ألا وهي الجزء الخارجي، الأذن الوسطى، والأذن الداخلية، وكل جزء منها مُعرض للإصابة بالالتهاب بلا أدنى شك، ولكن هل التهاب أي جزء منها يتسبب في الشعور بالدوخة والدوار؟ قطعًا لا.

التهاب الأذن الوسطى هو ما ينتج عنه شعور المريض بعدم قدرته على الاتزان، فممارسة الحياة بنهجها الطبيعي والروتيني يعد أمرًا بالغ الصعوبة حينها، ولكن ما هو سبب ارتباط الأذن الوسطى بفقدان الاتزان والشعور بالدوخة؟

في الواقع تقع الأذن الوسطى خلف طبلة الأذن مُباشرة، وتحتوي على مجموعة من عظام الأُذُن تُعرف باسم العظام الاهتزازية، ويمكن اعتبار هذه العظام جُزءًا من جهاز ملاحة الجسم ككل، فمحافظة الجسم على اتزانه في ظل تعرض هذه العظام للضغوطات الناجمة عن التهاب الأذن الوسطى يُعد ضربًا من ضرب الخيال.

الجدير بالذكر أن هناك نوع آخر من التهاب الأذن الوسطى يتسبب في الدوخة أيضًا، وهذا النوع يُعرف باسم التهاب الأذن المصلي Serous otitis media وفي هذه الحالة يحدث انصباب وانسداد للأذن، وهذا الانسداد يتسبب في تراكم بعض السوائل على الجانب الداخلي لطبلة الأذن، فتبدأ آنذاك وصلة غير منقطعة من الدوران والدوخة.

اقرأ أيضًا: العصب الخامس والجيوب الأنفية

ما علاقة التهاب الأذن بآلام الرأس والصداع؟

هناك الكثير من حالات الالتهاب التي تؤثر سلبًا على الرأس، فإصابة الجيوب الأنفية أو الأذن الوسطى بالالتهاب يُصاحبه في كثير من الأحيان ضغط على الرأس ككل أو بعض جوانبه، وفي سبيل جعل إجابتنا التي جاءت بالإيجاب عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع يجب علينا أن نُفرق بين نوعين من أنواع الصداع.

على الرغم من عدم الوصول إلى السبب الرئيسي للصداع ومُعرفة كيفية نشأته في الرأس، إلا أنه تم تقسيم الصداع إلى نوعين رئيسيين، وذلك بعد أبحاثٍ كثيرة اثبتت كفاءتها، وقد جاء في هذه الأبحاث أن هناك صداع أولي وصُداع ثانوي، قد تظن أن هذه المُسميات تدل على درجات مُعينة من الألم، حسنًا؛ الأمر ليس كذلك في الواقع.

على الرغم من وجود فروقات جوهرية بين هذين النوعين من الصداع إلا أن المُصاب لن يستطع في غالب الأحيان التفريق بين النوعين.

لكن يُمكننا القول أن الفارق بينهما بشكل مُختصر هو كون الصداع الأولي يُعتبر أكثر شيوعًا من نظيره الثانوي، كما أنه يظهر بصور عديدة مختلفة مثل الصُداع النصفي في جهة واحدة للرأس، الصُداع العنقودي عند منطقة العين، كما أن الصداع الناتج عن التوتر والعصبية يعد من الصور الأولية للصداع.

أما الصُداع الثانوي فهو مُجرد عرض من أعراض الإصابة بمرض ما، فالحالات المرضية التي تُعاني من أمراض الأوعية الدموية تُعاني من صُداع كبير، ولكن هذا الصُداع لن يُعالج باستخدام المُسكنات في غالب الأحيان، فهو مُجرد دلالة على إصابتك بمرض آخر كامن، وإجابتنا بنعم على سؤال هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهذه المعلومة.

يُعتبر الشعور بالصداع غير المُحتمل في جانب واحد من الرأس أو عند الوجه والفكين علامة مُباشرة تدل على إصابتك بالتهاب الأذن الوسطى، ويُعرف هذا الصداع باسم الصُداع النصفي الدهليزي، وهو من النوع الثانوي الذي يُصيب جانب واحد من الرأس والوجه، ولكنه قد يمتد من الرأس مرورًا بالوجه وحتى الفكين، وهي المناطق التي يربط بيها الدهليز.

اقرأ أيضًا: هل التهاب الأذن يسبب صداع

كيف أتخلص من التهاب الأذن؟

بعد أن قمنا بإجابتكم عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب دوخة وصداع، وجب التطرق إلى الجانب العلاجي من هذه الحالة المرضية، فما هي طُرُق علاج التهاب الأذن؟ وكم يستغرق تمام الشفاء من التهاب الأذن الوسطى؟

في أغلب الأحيان تزول التهابات الأذن دون الحاجة إلى علاج، فالعامل الرئيسي هنا هو الصبر وانتظار النتائج، والجدير بالذكر أنه كلما كانت الأعراض أكثر حِدة تزايد احتياج المريض لتناول المُضادات الحيوية بعد استشارة الطبيب المُختص والحصول على التشخيص اللازم بكل تأكيد.

في غالب الأحيان سيقوم الطبيب بوصف بعض القطرات المُخدرة التي من دورها أن تُخفف من حِدة ألم التهاب الأذن الوسطى، ولكن ذلك في حال ما لم يكن المريض مُصابًا بتمزق طبلة الأذن أو انثقابها، كما أن تناول بعض الأدوية المُسكنة قد يعمل على التخفيف من ألم الأذن.

بما أن الصُداع والدوخة من الأعراض التي تُصاحب التهاب الأذن فسيكون علاج هذا الالتهاب العلاج الأمثل لكل من الصداع والدوخة.

الأذن من أكثر أعضاء الجسم أهمية وحساسية، لذا في حال ما شعرت بآلام في منطقة الأذن فسيكون التوجه للطبيب المختص أمرًا في غاية الأهمية، فهناك مُضاعفات خطيرة بإمكانها أن تفتك بقدرتك على القيام بالنشاطات اليومية والروتينية بشكلها الطبيعي.