هل التهاب الأذن يسبب صداع؟ وما هي أكثر علامات وأعراض الإصابة بالتهاب الأذن شيوعًا وانتشارًا؟ يكثُر الربط بين مشاكل الأنف، الأذن وحتى الحنجرة وبين الإصابة بالصداع، ومن أكثر النظريات واسعة الانتشار كون التهاب الأذن يتسبب في ضغط على الرأس في حالة تُعرف بالصداع الكلي أو الجُزئي، وعبر موقع سوبر بابا ستجدون ضالتكم في الإجابة عن كافة هذه الأسئلة.
هل التهاب الأذن يسبب صداع؟
من المُمكن أن يُصاب المرء بالصداع في حال ما تعرض لأي شيء تقريبًا، فالمؤرجات أو متسببات الصداع لا حصر لها، وما يزيد الأمر سوءًا كونها تختلف من شخصٍ لآخر، فالبعض يُصابون بهذه الحالة نتيجة الضوضاء، وغيرهم بسبب الضوء الساطع.
كما نجد أن الجري وممارسة النشاطات البدنية يتسبب في اشتعال لهيب الصداع للبعض، لكن هل من الممكن أن ترتبط الأذن والحالات المرضية التي تُصيبها بالضغط على الرأس؟ وهل هل التهاب الأذن يسبب صداع؟
تُعد الإجابة عن هذا السؤال هي نعم بإجماع كافة الأبحاث العلمية والآراء الطبية منها والأكاديمية، فالصداع يُعتبر من أهم أعراض التهاب الأذن، والجدير بالذكر أن ألم الرأس هذا في الكثير من الأحيان يميل لكونه عرض وليس مرض.
في إطار معرفة ما إذا كان الصُداع الذي نُعاني منه ناتجًا عن التهاب الأذن أم لا يجب علينا فهم هذا الألم بشكل أكبر، فنحن نعلم أن الصُداع بشكل عام هو حالة مؤلمة تتفاوت في حدتها لتصل إلى درجات غير مُحتملة في الكثير من الأحيان.
كما أن هذا الألم قد يكون ثابتًا أو مُختلفًا بشكلٍ مضطرب في أثره، وكل هذا معروف، ولكن قد يخفى على البعض هو كون اشتمال الصداع على عِدة أنواع.
فيما يلي من سطور مقالنا هذا سنُحاول توضيح الفرق بين كل نوع من الأنواع، وذلك في سبيل الوصول إلى التشخيص المُناسب والتأكد من كون الألم الذي تُعاني منه ناتج عن التهاب الأذن، كما أننا سنتطرق إلى توضيح أعراض التهاب الأذن التي قد تُصاحب هذا الصُداع.
اقرأ أيضًا: كيف يكون الصداع في مرض الأذن
الوصول إلى سبب الصُداع يتطلب معرفة نوعه
كُنا قد ذكرنا أعلاه بعد الإجابة عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب صداع أن ألم الرأس ينقسم إلى نوعين رئيسيين، وهُما الأولي والثانوي، وفي إطار جعل إجابتنا عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب صداع واضحة بشكل أكبر، علينا أن نوضح الفارق بينهما.
دائمًا ما يقول الأطباء أن الاختلاف الرئيسي يكمن في كون الصُداع الأولي حالة مرضية مُستقلة بذاتها، ويظهر هذا الصداع بعدة أشكال منها ما يلي:
- صُداع التوتر: يُعتبر هذا الصُداع من أكثر الأنواع الأولية شيوعًا وانتشارًا، ويمتاز بكون ألمه يؤثر على الوجه، الرأس وحتى الرقبة، وفيه يكون المُصاب حساسًا للصوت والضوء.
- الصُداع النصفي: هذه الحالة تُعتبر من أعتى وأشد أنواع الصداع الأولي ألمًا، وما يُميز هذا النوع كونه يُصيب جانب واحد من الرأس بشكل خفاق تظهر فيه الأوردة النابضة في بعض الأحيان، وحساسية الضوء والصوت تبلغ أشدها فيه، وتزداد عنده القابلية على تناول الطعام.
- الصُداع العنقودي: هذا الصداع يتشابه مع النصفي في كونه يُصيب جانب واحد من الرأس، ويستقر خلف عين واحدة، فيشعر المرء أن هناك سيفًا يخترق عينه، ويتسبب في احمرار الأنف والعينين.
في حال ما شعرت بأيٍ من هذه الأعراض السبق ذكرها أعلاه فسيكون الصُداع الذي تُعاني منه لا علاقة له بالتهاب الأذن.
فصداع التهاب الأذن يُعتبر عرض مُرتبط بالتهابها ويزول بشفائها، وهذا ما يُعرف بالصداع من النوع الثانوي، وهو ألم ناتج عن حالة مرضية تتسبب في الضغط على الدماغ بشكل كبير، ويُعد من أشهر صور هذا العرض غير الأولي هو ما ينتج عن التهاب الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى التهاب الأذن بكل تأكيد.
عدوى الأذن والتهابها.. بين الأنواع والأعراض
بعد أن قُمنا بالإجابة عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب صداع، بالإضافة إلى تعريفكم بأنواع الصداع وكيفية التفريق بينها، وجب علينا أن نجعل بعض الأمور أكثر وضوحًا فيما يخص التهاب الأذن ذاته، ففي بداية الأمر علينا أن نعرف أن التهاب الأذن من الحالات التي تشيع عند صغار السن بشكل أكبر من البالغين.
يُعد السبب الرئيسي في ذلك هو كون الأذن الوسطى والداخلية للطفل غير مُكتملة النمو بعد، وهذا يعني أن بعض قنوات الأذن تكون أقصر وأصغر حجمًا، ما يجعل احتمالية انسدادها أكبر، ناهيك عن كون الطفل في المرحلة الأولى من عمره يتأثر لضعف مناعته بالكثير من الفيروسات وصور العدوى.
لكن هل يعني كون التهاب الأذن شائعًا في المراحل السنية المُبكرة كون إصابة البالغين بهذه الحالة خطيرة؟ يُمكننا الإجابة عن هذا السؤال بالإيجاب، فكما ذكرنا هُناك مُبررات عِدة لإصابة الأطفال بالتهاب الأذن، فمع اكتمال نموها وزيادة القوة المناعية لدى كبار السن تعكس إصابة هذه الفئة العُمرية بالالتهاب مشاكل أكثر خُطورة.
في حال ما كُنتَ بالغًا ومُصابًا بالتهاب الأذن فمن الضروري أخذ هذا الأمر على محمل الجد، فملاحظة الأعراض والمُتابعة من الطبيب المختص مع طلب الرعاية الصحية في حال ما تطلب الأمر ستكون من الأمور التي لا تمتلك فيها رفاهية الاختيار.
الجدير بالذكر أنه كلما كان التهاب الأذن أكثر عُمقًا كان الخطر أكبر والأعراض التي تظهر عليك أكثر حِدة، وبشكل عام تنقسم الأذن إلى أقسام ثلاثة ألا وهي الأذن الخارجية، الوسطى والداخلية، وجميعها بلا شك مُعرض للالتهاب.
من المؤكد أن تعدد الأنواع يطرح في ذهننا استفسار هام هام بعدما قُمنا بالإجابة عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب صداع، وهذا السؤال هو هل كل أنواع التهاب الأذن تتسبب في الصداع؟ لذا سنتناول الحديث بشكل تفصيلي عن كُل نوع بترتيب عُمق الالتهاب، فابقوا معنا للوصول إلى ضالتكم فيما يلي من كلمات:
1- العدوى الخارجية للأذن
الجزء الخارجي للأذن يمتد من صيوان الأذن في جانب الرأس (وهو الشكل الدائري الخارجي لها)، وصولًا إلى الجانب العلوي لطبلة الأذن، والتهاب الأذن الخارجية والمعروف باسم العدوى السطحية للأذن يظهر على شكل طفح جلدي، وفي غالب الأحيان يكون هذ الطفح مُثيرًا للحكة، يشتمل على عدة أعرض منها:
- الألم
- ظهور بعض الإفرازات
- التورم والانتفاخ
- احمرار صيوان الأذن وتهيجه
أما فيما يخص سبب الإصابة بالاتهاب الأذن الخارجية فالجدير بالذكر أن المُتسبب الأول والرئيسي الخاص به هو البكتيريا وما تتسب به من عدوى.
الجدير بالذكر أن هذا النوع من أنواع التهاب الأذن يُعتبر الأقل خطورة على الإطلاق، فهو لا يتسبب بالصداع أو غيره من الآلام الكبيرة، وفي كثيرٍ من الأحيان يُشفى وحده دون الحاجة إلى استخدام ايَّ علاجات، ولكن من المُمكن اللجوء للطبيب في حال ما تزايد الألم.
2- التهاب الأذن والوسطى
لالتهاب الأذن الوسطى الكثير من الأسباب، فقد يُصاب المرء بهذا النوع من الالتهابات بسبب مواجهته لنزلة برد حادة بعض الشيء، كما أن هناك بعض الحالات المرضية المُرتبطة بالجهاز التنفسي تتسبب في هذا الالتهاب مثل احتقان الأنف وغيرها من الأمراض.
الجدير بالذكر أن هذا الالتهاب تنتقل فيه العدوى بين الأذنين، فقناة استاكيوس تسمح بمرور البكتيريا والفيروسات المُتسببة بالالتهاب من الأذن اليُمنى إلى اليُسرى والعكس صحيح، ومن الممكن أن يُصاب المرء بهذا الالتهاب بسبب البكتيريا الموجودة في الأنف والفم، فجميعها مُتصل ببعضه البعض عبر استاكيوس، وكل الطُرق مُمهدة للبكتيريا إلى الأذن الوسطى.
في كثيرٍ من الأحيان يتسبب هذا الالتهاب في تضخم قناتي استاكيوس على جانبي الرأس، وذلك يتسبب في تعذر قيام هذه القنوات بأداء وظائفها الرئيسية والمتمثلة في تصريف السوائل، فينتج عن ذلك تراكم السوائل على طبلة الأذن.
لا يُعتبر هذا النوع من الالتهابات خطيرًا، وفي الكثير من الأحيان يُمكن علاجه فتح قناتي استاكيوس عن طرق الوسائل المنزلية كمضغ العلكة، التثاؤب وحتى عملية الابتلاع قد تؤتي ثمارها، ولا ينتج عن هذا الالتهاب أعراض خطيرة أو حتى صُداع.
اقرأ أيضًا: العصب الخامس والجيوب الأنفية
3- عدوى الأذن الداخلية
تُعتبر الأُذُن الداخلية أكثر أجزاء الأذن الثلاثة حساسية وأهمية في نفس الوقت، فهذه الأذن هي رُبان السفينة والمسؤول الأول عن الملاحة في الجسم، فكل الحركات التي يقوم المرء بها لن تكون بهذه السهولة في حال ما لم تعمل الأذن الداخلية بشكلٍ صحيح وسليم.
الأذن الداخلية هي من أهم أجزاء الجهاز التوازني المركزي للجسم، فهذا الجهاز الذي تتشارك فيها الحواس كافة وعلى رأسها الجهاز البصري والسمعي بشكل تعاوني من الدماغ هو السبب الرئيسي في عدم اختلال حركة المرء وقُدرته على الجلوس والنوم وحتى المشي.
في الكثير من الأحيان تكون الحالات التي تم تشخيصها بالإصابة بالعدوى مُصابة بالتهاب ليس له علاقة بنوع عدوى فعلي، فمشاكل الأذن الداخلية قد تكون من الدلالات على الإصابة بحالات مرضية أكثر خطورة مثل التهاب السحايا وغيرها من الأمراض، وتشتمل أعراض هذه الحالة على ما يلي:
- الدوخة
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ
- الصُداع في جانب واحد من جوانب الرأس
هذا النوع من الالتهابات هو المعني بإجابتنا عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب صداع أم لا، وفي كثيرٍ من الأحيان لا تُشفى هذه الالتهابات وحدها.
من الضروري أن تضع دائمًا نُصب عينك أن المقالات التي تُجيب عن سؤال هل التهاب الأذن يسبب صداع وغيرها من المقالات الطبية الأخرى لا تُعد مرجعًا يُستند إليه في العلاج والتشخيص، لذا في حال ما شعرت أنك لست على ما يُرام قُم بالتوجه فضلًا إلى الطبيب المُختص.