هل التهاب القزحية خطير؟ وهل يُمكن أن يؤدي لفقدان البصر؟ لا تطرح مثل هذه الأسئلة إلا من الفئة التي تعاني بالفعل من التهاب القزحية الذي يعتقد البعض أنه من مسببات العمى.
لذا سنعرف من خلال موقع سوبر بابا هل التهاب القزحية خطير أم لا، كما سنتعرف إلى أسباب الإصابة له وأنواعه وعوامل خطر الإصابة به وكيفية علاجه بصورة صحيحة.
هل التهاب القزحية خطير؟
إن الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير هي نعم بالطبع يحتوي من الخطورة في طياته ما يهدد الإنسان بفقد بصره، حيث إن تطور التهاب القزحية قد ينتج عنه الآتي:
- فقدان القدرة على الإبصار بصفة دائمة في بعض الحالات مثل تلف العصب البصري الذي ينتج عن ارتفاع ضغط العين.
- ارتفاع ضغط العين وهي الحالة التي تعرف باسم الغلوكوما.
- الإصابة بداء إعتام العين أو كما يسمى بالكتاركت الذي ينتج عن التهاب القزحية أو القيام باستخدام الستيرويدات في بعض العلاجات.
- الإصابة باعتلال القرنية الشريطي.
اقرأ أيضًا: علاج ضعف النظر في أسبوع
ما هو التهاب القزحية؟
لا يمكننا الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير من دون أن نوضح لمن ليست لديها فكرة عن قزحية العين ماذا تكون، ويمكن تعريف القزحية على أنها جزء من العين مكانها الطبيعي فيما بين عدسة العين وبين القرنية الشفافة، والقزحية هي عبارة عن نسيج مصطبغ وهو الذي يعطي للعين لونها الطبيعي.
تحتوي قزحية العين على عضلات ملساء تتقلص وتسترخي وفقًا لقوة وكمية الضوء الذي يحيط بالعين، وذلك الذي يجعلها هي المتحكم الرئيسي في فتحة حدقة العين، كما أن قزحية العين تتغذى على سائل الخلط المائي الذي يوجد بينها وبين عدسة العين.
أما عن التهاب قزحية العين فهو التهاب يصيب القزحية أو المشيمة أو الجسم الهدبي، حيث إن تلك المكونات هي مكونات عنبة العين، وهي التي تعمل على تروية العين ووفقًا لذلك تختلف أسباب وكذلك أعراض التهاب قزحية العين تبعًا للجزء المصاب، وهذا جزء لا يمكن إغفاله ضمن تقديم الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير أم لا.
تجربتي مع التهاب قزحية العين
إن الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير يجب أن تكون مدعومة ومؤكدة بتجربة من أرض الواقع، تتحدث عن شخصية خاضت تجربة مريرة مع التهاب قزحية العين ولفترة طويلة، وتروي صاحبة هذه التجربة أحداث تجربتها وتقول:
“لقد بدأت تجربتي مع التهاب قزحية العين حينما خضعت إلى عملية تصحيح نظر أو كما تسمى ليزيك، بعدها مباشرة أصبت بالتهاب شديد في العين وخاصةً لأني من النوع ذو العيون الحساسة حساسية شديدة، كانت تستلزم هذه العملية البسيطة قدرًا من الراحة وتجنب التعرض إلى الهواء الجاف أو أشعة الشمس والدخان والعوادم والبخار وغيرها من العوامل الخارجية الأخرى.
أهملت نصائح وتوجيهات الطبيب وخرجت في الصباح الباكر من اليوم التالي وذهبت إلى عملي، وأنا أعمل كيميائية في معمل للتحاليل الطبية وطبيعة عملي تجعلني عرضة للكثير من التفاعلات الكيميائية والمواد الكيماوية المختلفة، بالإضافة إلى الغازات والحرارة وغيرها من المؤثرات الكيميائية التي يعمل بها الكيميائيون ويعرفونها جيدًا.
استمريتٌ في العمل بشكل يومي حتى أنني نسيت استخدام الأدوية وقطرات العين التي أوصى بها الطبيب، حتى أنني لم أكن استعمل نظارة طبية أو حتى نظارة للشمس أو عدسة لاصقة لحماية قرنية وقزحية العين، بقي الوضع كما هو لمدة شهر أو شهر ونصف، من بعدها لاحظت أن إحدى العينين وبالتحديد العين اليمنى تبدأ في الاحمرار تدريجيًا.
بمرور الوقت بدأ الألم والحرقان يصيب عيني بشكل أقوى وبات الاحمرار يتزايد بشكل ملفت ومثير للخوف، ثم تضاعف الألم وبدأت عيني تدمع بغزارة وأصبحت شديدة الحساسية إلى الضوء، بالإضافة إلى أن الرؤية أصبحت ضبابية وغير واضحة إلى جانب أنني بدأت أرى نقاط وهمية وبقع صغيرة متحركة كلما نظرت في أي اتجاه.
لاحظت أن بؤبؤ العين بدأ شكله يتغير نوعًا ما حتى أن حجمه حيث إن حجمه أحيانًا كان يتسع وأحيانًا أخرى يصبح أكثر تضيقًا، ثم بدأ بؤبؤ العين يتعرض لونه إلى التشوب والتغير نوعًا ما، وهذا ما جعلني أخاف بالفعل إلى جانب أن ألم وإدماع العينين لم يعد يحتمل فقررت التوجه إلى طبيبي الخاص.
نتيجة تجربتي مع التهاب قزحية العين
تتبعًا لتجربتي مع التهاب قزحية العين، فبمجرد أن ذهبت للطبيب وشرحت له بإيجاز كل ما حدث حتى عنفني ولامني كثيرًا وازداد تعنيفه عندما رأى شكل عيني، التي أصبحت متورمة وكثيرة الدموع قريبة الشبه إلى الكتلة الدموية، وقام الطبيب بفحص العينين جيدًا ثم أخبرني أنني نتيجة الإهمال أصيبت عيني بالعدوى والتلوث، مما نتج عنه إصابة بالتهاب القزحية من النوع الحاد وما جعله حادًا هو الإهمال.
وصف لي الطبيب أدوية مضاد حيوي ومضادات أخرى للالتهابات لأن التهاب القزحية الذي أصابني كان نتيجة العدوى الفيروسية والتلوث، هذا إلى جانب أدوية أخرى مثبطة للمناعة لأن الالتهاب كما وصف الطبيب يستهدف العين فقط ومع الأسف تجاوز الحد الآمن أو المعتدل حتى بات يؤثر على عملية الإبصار.
كنت إلى جانب الأدوية التي وصفها الطبيب كنت استخدم نوع معين من قطرات العين ضمن علاج التهاب القزحية، حيث إن تلك القطرات تعمل على توسيع حدقة العين وحمياتها من حدوث التقلصات، ثم استخدمت بعض الأدوية المضادة للكولين؛ لأنها تساعد في الحد من حساسية الضوء والألم وهذا يتم عن طريق منع الإشارات العصبية للألم وحساسية الضوء.
داومت على العلاج لمدة ثلاثة أشهر متتابعة وكنت أذهب إلى الطبيب كل عشرة أيام على مدار الأشهر الثلاثة لمتابعة الحالة، وكان التحسن بشكل تدريجي إلا أن الطبيب كان لمدة شهرين يمنعني تمامًا من التعرض إلى أشعة الشمس، وارتداء نظارة للمش إذا اضطررت إلى الخروج لسبب طارئ، وكان يمنعني من الانحناء أو التعرض إلى الغبار والأتربة والبخار وغيرها من المؤثرات الأخرى.
باقتراب نهاية الشهر الثالث كانت عيني قد تماثلت للشفاء تمامًا ولقد تعلمت من تجربتي مع التهاب قزحية العين أن الإهمال قد يؤدي إلى إصابة الإنسان بعجز، وبإمكانه أن يفقده الكثير من معاني الحياة البشرية، فأنا طوال هذه التجربة المريرة كنت كثيرة البكاء شديدة الخوف من أن أفقد بصري وأصاب بالعمى.
إلا أنني عندما حافظت على النعمة التي قد وهبها الله لي صرت في أحسن حال وتعلمت ألا أفرط في أي شيء رزقني الله بهن وعرفت من خلال تجربتي مع التهاب قزحية العين الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير أم غير ذلك.
اقرأ أيضًا: أفضل مشروب لتقوية النظر
أسباب التهاب قزحية العين Causes of iritis of the eye
في إطار تقديم الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير أم لا، يجب أن نتطرق في الحديث حول هذا الموضوع إلى الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب القزحية، وفي الواقع لا توجد أسباب محددة وواضحة يمكن القول إنها تؤدي بشكل مباشر إلى التهاب قزحية العين، إلا أن هناك بعض الأسباب التي ترجع إليها الإصابة بالتهاب القزحية وهي تتمثل في:
1- أمراض المناعة الذاتية Autoimmune diseases
توجد بعض أنواع أمراض المناعة الذاتية مثل الساركويد والتهاب الفقار اللاصق واللذان تعد إصابة العين واحدة من تظاهراتها الخارج مفصلية، والساركويد هو عبارة عن مرض يصيب الكثير من الأجهزة إلا أن تركيزه يكون في العقد اللمفاوية والرئة، حيث إن بسببه تتورم العقد اللمفاوية لكي تشكل أورامًا حبيبية ومن أشهر أعراضه بالنسبة إلى العين هو الاحمرار نتيجة التهاب القزحية.
2- الأمراض الالتهابية Inflammatory diseases
من الأمثلة على الأمراض الالتهابية داء كرون والتهاب القولون التقرحي، حيث إن هذين المرضين يعرفان باسم الداء المعوي الالتهابي، والأمراض الالتهابية لا تؤثر بدورها على الجهاز الهضمي فقط، بل إن المرض الالتهابي قد يصيب العينين بقوة مسببًا لها الكثير من المشاكل وأنواع العدوى مثل التهاب قزحية العين.
3- العدوى الإنتانية Septic infection
تحدث العدوى الإنتانية نتيجة انتقال عدوى من خرمشة قط أو الإصابة بالسل أو حتى إصابة العين بالهربس، حيث إن قرنية العين الشفافة هي المكان الأمثل لمثل هذه العدوى الفيروسية، إلا أن الأمر قد يتطور ويمد حتى يشمل داخل العين مسببًا التهاب القزحية، وتبدأ الإصابة بشعور المصاب بألم في عينه مع التهابها واحمراها حتى أن الأمر قد يتضاعف ويتسبب في إصابة قرنية العين بالقرحة.
4- لمفوما العين Eye lymphoma
إن لمفوما العين هي عبارة عن ورم خبيث خارج عن السيطرة وهو نشاط حاد للخلايا اللمفاوية التي توج في العين، وفي غالبية الأحيان يحدث في ملتحمة العين حيث ينمو أسفل الجفن، وبالتدريج يؤثر على قزحية العين مسببًا التهابها، ويعد هذا السبب واحدًا من هم الأجوبة الفرعية عن سؤال هل التهاب القزحية خطير أم غير خطير.
اقرأ أيضًا: علاج ضعف البصر بالبصل
أنواع التهاب قزحية العين
في إطار الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير، يجدر بنا الإشارة إلى أن التهاب القزحية يوجد له أكثر من نوع، وتلك الأنواع تتلخص في:
1- التهاب القزحية الحاد Acute uveitis
إن هذا النوع من التهاب القزحية يتطور في غضون ساعات أو ربما أيام معدودة، إلا أنه يمكن علاجه باستخدام قطرة العين المضادة للالتهابات شرط أن يكون استخدام هذه القطرة تحت إشراف طبي، وغالبًا ما تتراوح فترة الشفاء من هذه المشكلة من أربعة أسابيع وحتة ست أسابيع تقريبًا، ولكن هذه المدة تتفاوت وتختلف من شخص لآخر وفقًا للسبب الرئيسي المؤدي إلى إصابة القزحية بالالتهاب.
2- التهاب القزحية المزمن Chronic uveitis
من الوارد جدًا أن تكون الأعراض التي تصيب الشخص المصاب بهذا النوع من التهاب القزحية أخف وطأة، إلا أنه من الضروري أن تتم المتابعة مع الطبيب المختص لتفادي مشكلة فقدان القدرة على الرؤية، ويتم تصنيف التهاب قزحية العين على أنه مزمنًا في بعض الحالات مثل:
- الحالات لاتي يستمر فيها التهاب القزحية لمدة ثلاثة أشهر متتابعة.
- الحالات التي تتطور فيها أعراض التهاب القزحية بشكل تدريجي.
- الحالات التي تعاني من تكرار التهاب القزحية أكثر من مرة حتى بعد العلاج.
3- التهاب القزحية المتكرر Recurrent uveitis
عندما يرتبط التهاب قزحية العين بإحدى المشاكل الصحية الأخرى من الوارد جدًا أن تتكرر الإصابة بالتهاب القزحية، ومن الممكن ملاحظة أن الأعراض في كل مرة تكون قريبة الشبه إلى أعراض الإصابة في المرة الأولى، لذا يجب وعلى الفور أن يتم علاج التهاب قزحية العين من قبل الطبيب المختص، وذلك تفاديًا لأية مضاعفات سلبية تزيد من الحالة سوءًا على سوئها.
الكشف عن التهاب قزحية العين وتشخيصه
توجد أكثر من وسيلة طبية يمكن من خلالها الكشف عن سبب التهاب قزحية لعين وتشخيصه بشكل صحيح ومعرفة هل التهاب القزحية خطير أم غير خطير، لكي يتثنى للطبيب المعالج أن يضع بروتوكول العلاج المناسب للحالة، ومن بين الطرق الطبية المتبعة في ذلك:
- عمل فحص خارجي للعين لملاحظة الأعراض والعلامات الخاصة والمتعارف عليها لالتهاب القزحية، وذلك يتم عن طريق استعمال أداة مضيئة لرؤية الإفرازات التي تخرج من العين وملاحظة مدى الاحمرار في العين.
- فحصل المصباح الشقي ويتم من خلال استخدام جهاز مزود بضوء بهدف البحث عن أي واحد من أعراض التهاب القزحية، ولتسهيل إتمام هذا الفحص يعمد الطبيب إلى وضع قطرة في عين المريض لتوسيع حقة عينه.
- فحص حدة الإبصار ويعمد الطبيب في هذا الفحص إلى استخدام بعض الاختبارات القياسية مثل مخطط العين.
- عمل تصوير للمفصل العجزي الحرقفي باستخدام الأشعة السينية.
- عمل تحاليل وفحوصات للدم للتأكد من إصابة الشخص بأي التهاب أو مرض مناعي.
- عمل تصوير بالأشعة السينية أو أشعة إكس أو باستخدام التصوير المقطعي لمنطقة الصدر، للتأكد من إصابة الشخص بداء السل أو مرض ساركويد.
- القيام بأخذ خزعة أو عينة من السائل الذي يوجد في داخل العينين للتحقق من احتمالية وجود حالة مرضية نادرة.
علاج التهاب قزحية العين
من خلال الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير أم لا، ينبغي أن نوضح الطرق العلاجية التي يلجأ الأطباء إلى استخدامها، من أجل علاج مشكلة التهاب قزحية العين وتلك الطرق تتمثل في:
1- العلاج بالأدوية Drug therapy
يعتمد الطبيب في العلاج الدوائي لالتهاب قزحية العين على استخدام قطرات العين الستيرويدية، وفي حال لم يستجب المريض لهذه القطرات يعمد إلى وصف الكورتيزون الفموي الجهازي، أما إذا كان التهاب القزحية ناتجًا عن عدوى إنتانية، فيصف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات إلى جانب المضادات الحيوية، وفي حال كان الشخص مصابًا بالتهاب حاد يستهدف العين ويؤثر على إبصار يصف الطبيب الأدوية المثبطة للمناعة.
2- التدخل الجراحي Surgical intervention
في بعض الأحيان يضطر الطبيب المختص إلى إزالة جزء من الخلط الزجاجي بهدف إيقاف التهاب القزحية، وفي حال كان التهاب القزحية في القسم الخلفي للعين وهي في الحقيقة مكان يصعب الوصول إليه، يعد زرع جهاز منتج للكورتيزون بصفة مستمرة هو الحل الأمثل لهذه الحالة، ويلجأ الطبيب لهذا الحل إذا تأكدت الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير بالفعل.
اقرأ أيضًا: ما هو الفيتامين الذي يساعد على تقوية النظر
الوقاية من التهاب قزحية العين
من الممكن لأي شخص أن يقي نفسه من خطر الإصابة بالتهاب قزحية العين، وبالرغم من وجود إمكانية لعلاج هذه المشكلة إلا أن الوقاية تبقى خير من ألف علاج، ويمكن الوقاية من التهاب قزحية العين من خلال الآتي:
- الحرص على تناول الأغذية أو الأطعمة الصحية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات وعلى رأسها فيتامين ج.
- المداومة على ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوجا وذلك لإرخاء الأعصاب والعضلات والحد من الضغط على العين.
- الاهتمام بحماية العين من التعرض إلى أي نوع من الإصابات.
- تجنب الممارسات أو العادات اليومية السلبية التي ترفع من معدلات خطورة لإصابة بالتهاب قزحية العين مثل التدخين المفرط.
- الحد من فرص تعرض العين إلى خطر الإصابة بالعدوى.
- تجنب ممارسة الرياضات العنيفة كرفع الأوزان الثقيلة والانحناء والنهوض بها.
- التوقف عن تناول المشروبات الكحولية.
- الحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم الهادئ المريح لإراحة وإرخاء جميع أجزاء وأعصاب العين.
من خلال التعرف إلى الإجابة عن سؤال هل التهاب القزحية خطير أم لا، يمكننا استنتاج أنه بإمكاننا تفادي الأسباب التي تؤدي إلى إصابة العين بهذه المشكلة وتبدأ الوقاية من إدراك قيمة نعمة البصر.