هل الزواج التقليدي ناجح؟ وما أهم مساوئه؟ عادة ما تنظر الفتيات إلى الزواج التقليدي بأنه ولَّى مع ما يعاصرنه من تطور.. فوتيرة الحياة هدمت تلك القواعد والقيود، لتختار الفتاة شريكها بذاتها عن قناعة منه ومنها، ثم تأتي فكرة الخطبة والزواج، وفي سوبر بابا نوافيكم بالمزيد.
هل الزواج التقليدي ناجح
يعتبر البعض أنّ الزواج التقليدي هو “الصالونات” الذي لا يُبنى على قبول مسبق من طرفيه، فلا يعرف أحدهما الآخر لكنهما يكونان تحت موضع اختبار.. ليرى كل منهما هل الآخر يناسبه أم لا، وهو ما ترفضه بعض الفتيات بل والشباب كذلك.
الحقيقة المؤكدة أن الزواج هو ذاك الرابطة التي لزامًا أن تتكلل ببعض الضوابط والمعايير وبالمناسبة ليست بمعزل عن الأطر التقليدية في التعارف.. يسبقه فترة تعارف وهي الخطبة، فهي مساحة للتفاهم وفهم شخصية الطرف الآخر قبل الوصول إلى قناعة اعتباره شريك الحياة.
أما بصدد الإجابة على سؤال.. هل الزواج التقليدي ناجح، فنشير إلى أن نجاح الزواج لا يُعوّل إلا على أطرافه، لا على الكيفية التي قام بها، فطرفا العلاقة هما المسؤول الأول عن نجاحها، لأنهما بطبيعة الحال يواجهان تحديات، فما إن تمكنا من تخطيها بنجاح وصلا معًا إلى المودة والرحمة وكثير من المشاعر الحانية.
لنا أن نتساءل.. من الذي أخرج الحب والإعجاب من دائرة الزيجات التقليدية؟ فلا شك أن الزواج الناجح له مسبباته، ولا يتم دون وجود مشاعر محققة من الطرفين.
هذا ما يجعلنا أمام أسئلة تثير علامات استفهام عدة.. هل الزواج عن حب ينجح في كل الأحوال؟ متى يكون الزواج التقليدي فاشلًا؟ ماذا عن دور الأهل في انتقاء الشريك؟ كلها أسئلة ذات صلة قوية بسؤال هل الزواج التقليدي ناجح؟
اقرأ أيضًا: عادات وتقاليد الزواج في صعيد مصر
مقومات نجاح الزواج التقليدي
على جانب آخر نذكر أنّ الزواج التقليدي ليس بتلك الصورة.. فهو يولد حب وعاطفة ربما تزيد عن الزواج المبنيّ على العاطفة المسبقة، ولا عجب في ذلك وهو يجمع بين الرغبة في الطرف الآخر والنية الحقيقية في الارتباط به.
فهو أكثر مصداقية، مما يجعل الطرفان يأخذان الأمر على محمل الجد.. وهو ما يعطي العلاقة طابعًا مميزًا، فهناك احترام ومسؤولية وتفاهم إلى جانب الحب.
إنًّ تلافي أسباب فشل الزواج التقليدي يُعتبر في ذاته عاملًا لإنجاحه، إلا أنّ الأمر يعتمد على بعض الأمور الأخرى لنشير مؤكدين إلى أنّ الزواج التقليدي ناجح بالفعل..
- المشاركة بين الطرفين في شتى الأمور يجعلهما أكثر تفاهمًا وقربًا.
- الاحترام المتبادل.. احترام المشاعر والطباع والشخصية والهوايات والتفضيلات.
- التفاهم بذاته محفز على الاستمرارية في العلاقة الزوجية.
- العلاقة الحميمية الناجحة من دواعي الاستقرار العاطفي ومن ثمَّ استقرار الزواج.
- إعطاء فرصة للطرف الآخر ليُظهر كل ما لديه ويتعامل بقدر من التلقائية دون تصنع.
- تقبل عيوب الطرف الآخر والتعايش معها، حتى لا تُرى وكأنها مساوئ جِسام.
اقرأ أيضًا: تجربتي بالزواج من مصر
لماذا يرفض الشباب الزواج التقليدي؟
من ناحية أخرى.. تجد أغلب الأهالي يميلون كل الميل إلى الزواج التقليدي، باعتباره محط أعينهم وتقديرهم.. أما عن مدعاة الرفض فتختلف بين الطرفين.
- ربما لا تهوى الفتاة أن تكون محل اختبار في عيني رجل، وثقيل عليها أن تتعرض إلى الرفض من ناحيته.. فالرفض معناه أنها لم تعجبه، وهو ما يجعل في نفسها إحساسًا بالنقص.
- هناك سبب آخر لحواء.. فهي تنتظر ذلك الفارس الذي يحارب الظروف والحياة بأكملها من أجل الفوز بعينيها، حتى يتقدم لخطبتها، ويكونان معًا انتصرا على التحديات واجتمعا سويًا.. وهو ما لا توفره فكرة الزواج التقليدي!
- أما عن الشاب فلديه أكثر من سبب، ففي المقام الأول ربما لديه فوبيا الرفض، فلا يرغب أن يكون محلًا للاختبار من فتاة.
- شاب آخر يشعر أنه لا يجب أن يُفرض عليه أمر ما.. فالإعجاب والحب في نظره يحدث بغتة دون أن تكون هناك نية حاضرة أو ترتيب مسبق.
- كذلك تجد من الشباب من يريد الخروج عن إطار الوالدين.. للهروب من سيل التحكمات وما شابه، فيرغب في أن ينتقي شريكته بنفسه، حتى لا يكون مجبرًا على فتاة لا يريدها.
كثيرة هي الأسباب التي تقف عائقًا أما قبول الشباب والفتيات للزواج التقليدي.. وربما لا يعلمون أنه بمنأى عن تلك الاعتقادات.
فأغلب الظن ينجم رفض الزواج على الطريقة التقليدية لأنه يبنى على الحظ أكثر، فيما هو متوقع من الطرف الآخر.. فإما ينجح أو يفشل، على اعتقاد أن الزواج غير التقليدي هو الأكثر نجاحًا باعتباره مبنيّ على تفاهم ومعرفة مسبقة فلا يُنتظر منه الفشل.
متى يفشل الزواج التقليدي؟
بالفعل يعتبر الزواج التقليدي ناجح ما إن كان بمعزل عن مسببات فشله..
أي أن الزواج التقليدي إذًا يُحكم عليه بالفشل أو النجاح وفقًا لما يُرى من أسباب إتمامه.. فما إن كان تقليديًا لكنه بُني على حب ومشاعر حقيقية كان النجاح حليفه ومآله.
أولًا: عدم الاقتناع
أول الأسباب تكمن في كونه على غير قناعة كاملة من أحد طرفيه أو كليهما.. بمعنى أن موافقتهما على إتمام الزيجة كانت على مضض، إما إرضاءً للأهل، أو لأسباب مادية بحتة، أو اعتبارات اجتماعية تجمعها المصالح.
ثانيًا: الروابط الضعيفة
الفشل من عدمه يعتمد على سبب الاختيار.. أكان الرجل يرى في الفتاة شكلها أم روحها أم الاثنين معًا؟ وهي.. هل رأت فيه رجلًا أم لا تسترق النظر إلا إلى جيبه المكتظ؟ فبطبيعة الحال أي من الروابط الواهية التي تجمع بين طرفي علاقة ما تؤول في نهاية المطاف بالتفكك لكونها غير جوهرية.
ثالثًا: إجبار من الأهل
عندما ينتج عن تسلط أم تهوى فن الاختيار لابنها المصون، فتراها تنتقي من الفتيات من تُعجبها، ولا تعتبر برأي فتاها.. لأنها تخشى من اختياره الخطأ وتكون أكثر ارتباطًا به فلا تود من أخرى أن تستحوذ عليه مثلها.. وهو أمر محتمل حدوثه لاسيما أمام الابن ضعيف الشخصية والكيان.
رابعًا: الهروب من العنوسة
حينما يكون الزواج التقليدي نتيجة الشعور بالعنوسة وويلاتها.. فلا ينظر الطرفان في المشترك بينهما إلا لمامًا، فقط يحاولان الهرب من شبح العنوسة الذي يبعد بينهما وبين قطر الزواج.
خامسًا: غلبة التفكير العقلاني
نعلمُ أنّ العلاقة الزوجية الناجحة تُبنى على الموازنة بين العقلانية والعاطفة معًا.. لا على العقل وحده، لأنّ الطبائع بعد الزواج تكون أكثر حدَّة لذا من المُحتمل أن تتصادم.
وعليه.. يجب أن يكون للعاطفة نصيبًا إلى جانب الحكم العقلاني؛ لأنّ الجمود العاطفي من شأنه أن يتسبب في فشل الزواج التقليدي.
الحق يُقال.. إن كنّا بصدد زواجًا تقليديًا فإن العقل هو الحاكم الأول، ومن ثم تأتي العاطفة في المقام الثاني، ليجتمع الاثنين معًا في قبول الشريك.
اقرأ أيضًا: علامات تدل على الضعف الجنسي عند الرجل قبل الزواج
سادسًا: نسيان قصة حب سابقة
إن عزم أحدهم على أن يتزوج بشكل تقليدي حتى ينسى علاقة حب سابقة باءت بالفشل فهو حتمًا يحكم على زواجه التقليدي بالفشل كذلك.
حيث لا يكون الطرف الهارب من مشاعره على قناعة كاملة ورضا بأسباب زواجه من الشريك.. فلا يُعوَّل على قراره من الأساس.
في حقيقة الأمر.. هناك كثير من الزيجات تمت وتكللت بالنجاح على هذا النحو، فقد وجد الطرفان ضالتهما في زواج تقليدي جمع بينهما ووفر عليهما البحث عن شريك صالح لسنوات طوال.