يتساءل العديد من المسلمين حول ما إذا كان السحور في شهر رمضان يمثل سنةً أم واجباً. يُعتبر السحور الطبق الرئيسي الثاني في أيام رمضان، حيث يفطر المسلم عند سماع أذان المغرب ويمتنع عن الطعام عند سماع أذان الفجر. سنقدم من خلال هذا الموقع توضيحاً حول ما إذا كان تناول السحور خلال شهر رمضان يعتبر سنة أم واجب.
السحور في رمضان: سنة أم واجب
تُعتبر وجبة السحور جزءاً غير أساسي في أركان الصيام، وعدم تناولها لا يؤثر على صحة الصيام نفسه. حيث أن السحور هو سنة مستحبة، وقد أشار نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أهمية وفائدة السحور روحياً وصحياً، مما يجعل المؤمنين يحرصون على اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
يُعتبر السحور واحداً من أكثر الوجبات قيمة أثناء شهر رمضان المبارك، وقد أفاد الأطباء بأن تأثير وجبة السحور على الجسم يفوق تأثير الإفطار. إذ تسهم هذه الوجبة في رفع قدرة الفرد على تحمل مشاق الصيام وتزيد من كفاءته من حيث الصبر والعبادة خلال هذا الشهر الفضيل.
في ضوء هذه الفوائد الإيجابية، دلَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهمية السحور كوجبة أساسية تُعِد المسلم لصيام نهار رمضان بنشاط وحيوية. لذلك، يُستحب لكل مسلم ينوي الصيام أن يتناول وجبة السحور.
بالإضافة إلى ذلك، من يلتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويطبق سنته في شتى جوانب حياته سيحظى بأجر مادي عائد من الرؤية الواضحة للفوائد في حياته اليومية، بينما يكون الجزاء المعنوي الأكبر في الآخرة، إذ أن تطبيق منهج الرسول يُعطي الفرد الأجر والثواب.
إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وُحي إليه، وكل أفعاله تهدف إلى إرشاد الأمة لصالحها. وبهذا يتضح أن السحور في رمضان هو سنة وليس فرضًا، ولكن يتعين على المسلم الحفاظ على تناول السحور لما له من أجر وثواب.
تعريف السحور
السحور يشير إلى الوجبة التي يتناولها المسلم قبل أذان الفجر، لمساعدته على تحمل مشاق الصيام خلال النهار. يُعتبر تناول السحور سنة عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ) [رواه أحمد].
اتفقت المذاهب الفقهية على استحسان تناول السحور مع التأكيد على أنها مجرد سنة وليست فرضًا، فلا يأثم من يتركها ولا يتأثر صومه. وفي الحديث المذكور تأكيد على أن الله والملائكة يصلون على المتسحرين، إذ يساعدهم السحور على كبح جوعهم خلال الصيام.
وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (تسحروا فإن في السحور بركة) [رواه أنس بن مالك]. هذا الحديث يُبرز إحدى فوائد السحور، حيث يحمل في طياته البركة.
إن الحكمة من السحور تكمن في البركة، كما أن تناول السحور يُميز صوم المسلمين عن صوم أهل الكتاب. علاوةً على ذلك، فإن تناول السحور يُمد الشخص بمخزون من الطاقة اللازمة لأداء مهامه وعبادته خلال النهار دون شعور بالتعب.
من الأساليب المستحبة للصائم تأخير سحوره إلى ما قبل أذان الفجر، وهو ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان ينهي سحوره ويتوجه لصلاة الفجر في المسجد. يُفضل أيضًا أن يتناول المسلم التمر كجزء أساسي من سحوره، ويُستحسن تناول عدد فردي من التمر.
آداب السحور
هناك عدد من الآداب التي يجب التوجه لها عند تناول السحور، من بينها تأخيره إلى ما قبل أذان الفجر. يُفضل أن تكون وجبة السحور خفيفة على المعدة، ويُستحسن تناول الخضراوات أو الفواكه التي تحتوي على الألياف والبوتاسيوم والمغنيسيوم.
تساعد العناصر السابقة على الشعور بالنشاط والحيوية وتمنح الجسم الطاقة اللازمة، لذا يُنصح بتناول الخس والجرجير والأناناس والموز والتمر لما تحتويه هذه الأطعمة من عناصر غذائية مهمة، والتي تُساهم بشكل كبير في تقليل العطش، خاصةً أن التمر يُعتبر مهدئًا للشعور بالعطش في النهار.
في الختام، وصلنا إلى نهاية مقالنا تحت عنوان “السحور في رمضان: سنة أم واجب؟”! حيث تناولنا فيه آداب السحور وتعريفه، ووضحنا ما إذا كان السحور في رمضان يمثل سنة أم واجباً.