والدي الرسول محمد

عبد الله بن عبد المطلب ووالد الرسول

نبذة مختصرة عنه

عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي هو ينتمي إلى قبيلة قريش الشهيرة بعراقتها ورفعة مكانتها بين القبائل. والدته هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ من بني مخزوم، ولديه ثلاثة أبناء ذكور هم: أبو طالب، الزبير بن عبد المطلب، وعبد الله والد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. أما الأخوات، فيحويهن أم حكيم البيضاء، التي تُعتبر توأم عبد الله، بالإضافة إلى عاتكة، وبرة، وأميمة، وأروى.

تحظى جداته من جهة الأب والأم بأصول رفيعة أيضًا، فجدته لأبيه، سلمى بنت عمرو النجرانية، كانت معروفة برفضها الزواج نظرًا لمقامها المتميز بين نساء عصرها، بينما جدته لأمه، تخمر بنت عبد بن قصي، تنتمي أيضًا إلى قبيلة قريش.

قصة الفداء

عندما أراد عبد المطلب أن يحفر بئر زمزم استجابة لرؤيا رآها، واجه صعوبات بسبب قريش، ولم يكن له من معين سوى ابنه الحارث. فاتخذ نذرًا لله -تعالى- بأن يذبح أحد أبنائه عند الكعبة إن منحَه عشرة أبناء ذكور.

وعندما أنجب عشرة أبناء، جاء وقت الوفاء بالنذر، وطلب من كل منهم أن يكتب اسمه على قدح، ليتم الاقتراع بينهم لتحديد من سيكون الذبيحة. كان عبد المطلب يحب عبد الله حبًا عميقًا، وتمنى أن لا يقع الاختيار عليه، إلا أن القرعة جاءت لصالحه.

عزم عبد المطلب على الوفاء بنذره، وحمل آلة الذبح متوجهًا به نحو الكعبة، لكن الناس منعوه، واقترحوا عليه القرعة بينه وبين عشرة إبل. إذا خرجت القرعة على الإبل، فإنه يمكنه أن يفتدي ابنه بها. وبالفعل، أجريت القرعة ولكنها أظهرت عبد الله مرارًا، مما دفعه لزيادة عدد الإبل حتى وصلت إلى مئة. وفي نهاية المطاف، أدرك أن هذا ما يرضي الله، فافتدى ابنه بمئة من الإبل.

وفاته

عمل عبد الله بن عبد المطلب في التجارة كما كان أهل قريش يفعلون. وفي مناسبة ما، سافر إلى قافلة في الشام. عند عودته، أصيب بمرض شديد، فتوقف في المدينة المنورة حيث اعتنى به أخواله من بني النجار. بينما عاد رفقاؤه إلى مكة، أرسل عبد المطلب ابنه الحارث للاطمئنان عليه، ليكتشف أنه قد رحل عن الحياة. حزنوا عليه كثيرًا، ودُفن في دار النابغة.

آمنة بنت وهب والدة الرسول

نبذة مختصرة عنها

آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة هي من عائلة نبيلة، إذ يلتقي نسبها مع زوجها عبد الله عند كلاب بن مرّة، مما يجعل أخوال النبي من بني زهرة، وهو نسب رفيع من جهة عائلتها أيضًا.

وفاتها

أثناء زيارة آمنة لأخوالها في المدينة، أخذت معها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما كان في السادسة من عمره، ومعهم أم أيمن. مروا بقبر زوجها عبد الله بن عبد المطلب في دار النابغة، لكنها شعرت بالمرض وتوفيت في طريق عودتها في منطقة الأبواء بين مكة والمدينة، حيث دُفنت هناك. قامت أم أيمن بإمساك النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأعادته إلى مكة مع اثنين من الجمال.

قصة زواج عبد الله بآمنة

توجه عبد المطلب إلى اليمن للتجارة، وصادف هناك أحد أحبار اليهود الذي نصحه بالعودة إلى مكة ليتزوج من بني زهرة. عاد إلى مكة وخطب هالة بنت وهب بن عبد مناف وتزوجها، ثم خطب أيضًا آمنة لابنه عبد الله. كانت آمنة في تلك الفترة من أجمل نساء قومها وأعلاهن مكانة، مما جعل عبد الله صهرًا لوالده عبد المطلب.

ذكر في كتب السيرة أن عبد الله بن عبد المطلب، بعد زواجه من آمنة، صادف امرأة كانت معها، وعندما دعاها لنفسه استجابت له لكنها ترددت برؤية الطين الذي عليه. اغتسل وعاد إليها، لكنها تراجعت مرة أخرى بسبب ما رأته من علامات كانت بين عينيه، التي تبدو كغرّة الفرس. حدث هذا عند عودته إلى آمنة، التي حملت بمحمد -صلى الله عليه وسلم-.

تروي الأساطير أن ما رأته تلك المرأة هو أحد مؤشرات النبوة، وأن حامل آمنة لمحمد -صلى الله عليه وسلم- كان أمرًا ميسورًا. توفي زوجها أثناء حملها، وحين ولدت، بالنسبة للنور الذي خرج منها، كان وضاءً حتى أنه أضاء قصر بصرى والشام. وسُمّي محمد، وهو اسم لم يُطلق على أحد في مكة قبله.

نشأة النبي في كنف الغربة

وُلد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يتيمًا، حيث توفي والده قبل ولادته، ولم تمضِ فترة طويلة حتى فقد أمه أيضًا، ليصبح يتيمًا في كلا الجهتين. لكن لطف الله -تعالى- كان يحيط به، إذ وجد من يرعاه، مثل جده وعمّه، فكانت نشأته اليتيمية لها تأثير كبير على تكوين شخصيته، فجعلته يتعلم كيف يواجه الصعوبات منذ صغره.