وجهة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

الهجرات التي قام بها النبي محمد

وحدها هجرة واحدة قام بها النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- خلال حياته، وهي الهجرة النبوية التي انتقل فيها من مسقط رأسه ونشأته في مكَّة المكرَّمة إلى المدينة المنوَّرة. كانت هناك مجموعة من الأحداث المهمة التي سبقت هذه الهجرة، والتي شكلت دافعًا لها، وتلخص هذه الأحداث كما يلي:

  • الخروج إلى الطَّائف: في العام العاشر من البعثة، توجه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الطَّائف للدعوة إلى الإسلام، لكن قادة الطَّائف لم يستقبلوه بالترحاب. وقد أقام عشرة أيام في محادثة مع أشرافهم، إلا أنهم طردوه وعيروه واتهموه بالجنون، بل واعتدوا عليه حتى أدموا قدميه الشَّريفتين. عائدًا إلى مكَّة، كان هذا اليوم قاسيًا عليه.
  • عرض الإسلام على القبائل: خلال نفس العام، استغل النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- قدوم الحجاج إلى مكَّة، وقام بدعوتهم إلى الإسلام. وقد أسلم بعضهم، مثل قبيلتي الأوس والخزرج، اللتين كانت تسكنان المدينة المنوَّرة.
  • بيعة العقبة الأولى والثانية: في العام الحادي عشر للبعثة، حضر إلى موسم الحج اثنا عشر رجلاً من الأوس والخزرج ليعلنوا إسلامهم ويبايعوا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-. كما أرسل معهم مصعب بن عمير -رضي الله عنه- ليعلمهم القرآن الكريم. وفي العام التالي، عاد مصعب بمعية ثلاثة وسبعين رجلًا وامرأتين، فتمت مبايعتهم في مكان يُعرف باسم العقبة.
  • إذن الهجرة: بعد هذه البيعة، منح رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أصحابه الإذن بالخروج من مكَّة إلى المدينة للانضمام إلى أنصارهم هربًا من اضطهاد قريش، وكان بعضهم يخرجون بشكل متتابع. لكن الرسول -صلّى الله عليه وسلَّم- ورفاقه القليلين بقوا ينتظرون الإذن الإلهي.
  • التآمر على قتل النبي: بعد مغادرة العديد من المسلمين إلى المدينة، أدرك المشركون قرب هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقرروا في اجتماع عاجل أن يقتلوه، وكان ذلك من خلال مشاركة شاب من كل قبيلة لضياع دماءه بين القبائل. لكن الله -تعالى- أمره بالخروج تلك الليلة، تاركًا مكانه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
  • خروج النبي إلى المدينة برفقة أبي بكر: غادر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزله برفقة أبي بكر -رضي الله عنه، لتكون بذلك رحلة الهجرة مع رفيق لا يُنسى. وفي أحداث الهجرة النبوية، اتجه النبي إلى المدينة وقام بالإقامة في غار ثور لمدة ثلاث ليالٍ، فيما كانت قريش تبحث عنه في كل مكان. وقد كان معهما دليل الهجرة عبد الله بن أريقط الذي سلك بهما طريقًا غير مألوف. وفي يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأوَّل، وصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى قباء.

الهجرات التي قام بها الصحابة

أما بالنسبة للصحابة -رضي الله عنهم- فقد قاموا بثلاث هجرات رئيسية، هي:

  • الهجرة الأولى إلى الحبشة: هاجر في هذه المرحلة عشرة رجال وأربع نساء، وقدموا إلى الحبشة هربًا من التعذيب الذي تعرضوا له من قريش، نظرًا لأن الحبشة كانت تحت حكم رجل عادل لا يظلم عنده أحد، مما جعلها أول هجرة في الإسلام.
  • الهجرة الثانية إلى الحبشة: تبعهم مجموعة أخرى من الصحابة، بما في ذلك جعفر بن أبي طالب، حيث خرجوا مع عائلاتهم وأبنائهم، ووصل عدد المهاجرين إلى أرض الحبشة إلى ثلاثة وثمانين رجلًا.
  • الهجرة إلى المدينة المنورة: بدأ الصحابة بالهجرة إلى المدينة بعد بيعة العقبة كما سبق، وكان الخروج متتابعًا وليس دفعة واحدة، فكان أولهم أبو سلمة وزوجته -رضي الله عنهم- ثم صهيب الرُّومي. وقد ترك بعض الصحابة أموالهم وبيوتهم خلفهم، وخرج البعض الآخر سرًا، بينما خرج بعضهم في العلن كما فعل عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-.

أثر الهجرة على الدعوة الإسلامية

امتلكت الهجرة تأثيرًا عميقًا على الدعوة الإسلامية، وأبرز آثارها تتلخص فيما يلي:

  • تأسيس دولة إسلامية متكاملة الأركان تقوم على عقيدة راسخة مستندة إلى السماء، يؤمن أفرادها بها إيمانًا عميقًا.
  • بدء عهد جديد في الإسلام وتاريخ جديد للمسلمين.