أنواع وسائل الاتصال
يعبر مصطلح الاتصال أو التواصل عن عملية تبادل الأفكار بين مجموعة من الأفراد الذين يمتلكون نظامًا موحدًا من الرموز والكلمات. يعد الاتصال بحد ذاته طريقة لابتكار معاني تتعلق برسالة معينة وإرسالها واستقبالها باستخدام وسائل متنوعة.
تنقسم هذه الوسائل إلى نوعين: وسائل لفظية، مثل الاتصال الشفوي والكلام أو الكتابة، كالرسم البياني والمخططات والخرائط، وأخرى غير لفظية، مثل الإشارات والسلوك والتصرفات.
يعتقد بعض العلماء أن البشر يعبرون عن واقعهم من خلال تبادل الخبرات، حيث تُعد اللغة أداة لخلق الواقع والمحافظة عليه وإصلاحه عند الحاجة. وعلى الرغم من أن مختلف الكائنات الحية قد طورت أساليبها الخاصة في التواصل، فإن ما يميز البشر هو استخدامهم للغة والمفردات كوسيلة فعالة للتواصل.
الاتصال اللفظي
يحدث الاتصال اللفظي عندما يشارك شخصان في محادثة، سواء وجهًا لوجه، عبر الهاتف المحمول، أو عبر مكالمات الفيديو باستخدام تطبيقات الاتصال. تتنوع هذه المحادثات بين الرسمية، مثل اجتماعات العمل، وغير الرسمية، مثل الدردشة مع زميل أثناء تناول القهوة.
يتجاوز الاتصال اللفظي مجرد استخدام الكلمات؛ فهو يرتبط بتعقيد الكلمات، وزنها، وجودة الرسالة المرسلة، والتي تعتمد أيضًا على نبرة الصوت ودرجة الصوت، وطريقة ترتيب الكلمات لتكوين رسالة مفهومة للمتلقي. كما أن الاتصال غير اللفظي يلعب دورًا مهمًا عند التفاعل وجهًا لوجه.
يتضمن الاتصال اللفظي استخدام اللغة والخطاب والمفردات، وينقسم هذا النوع إلى أربعة فئات رئيسية:
- الاتصال الشخصي
يشير الاتصال الشخصي إلى عملية تبادل الأفكار عبر محادثات دائمة وصامتة بين الفرد ونفسه، بهدف تقييم فكرة معينة، ويمكن اختيار مشاركتها مع الآخرين أو الاحتفاظ بها سرًا.
- الاتصال مع الآخرين
يتضمن هذا الشكل من الاتصال التواصل بين شخصين، حيث يتبادل كل منهما الدور كمُرسل ومستقبل للتعبير عن آرائهما.
- الاتصال بين المجموعات الصغيرة
يتم بين مجموعة تتكون من أكثر من شخصين، حيث يتمكن كل فرد من التعبير عن رأيه والتفاعل بحرية مع الآخرين. ومن الأمثلة على ذلك المؤتمرات والجلسات العامة التي تجمع الفرق.
لتفادي سوء الفهم، ينصح بتقييد النقاش حول موضوع محدد لضمان وصول الرسالة بشكل دقيق.
- الاتصال العام
يمثل هذا النوع الاتصال الذي يتم فيه توجيه الرسائل لجمهور كبير، حيث يقتصر دور الأشخاص على الاستماع، ويساهم مُتحدث واحد فقط في توصيل الرسالة. يظهر هذا النوع في الخطب العامة والحملات الانتخابية.
الاتصال غير اللفظي
لا يقتصر الاتصال على البشر فقط؛ فالحيوانات تتواصل فيما بينها، ويُعتقد أيضاً أن الأجهزة الإلكترونية تتواصل بوحدات معينة. يتطلب الاتصال وجود رموز موحدة بين الأفراد وتبادلها بطريقة منظمة.
من جهة أخرى، لا يمكن أن يحدث الاتصال اللفظي بشكل كامل دون أن يتم دعمه بالتواصل غير اللفظي، مثل تعابير الوجه والإيماءات التي تسهم في وضوح الرسالة الموجهة من المُرسل إلى المستقبل. كما يُمكن أن تُظهر هذه الإشارات مشاعر مختلفة لدى المتحدث أو المستمع.
يمكن أيضًا استخدام التواصل غير اللفظي بشكل مستقل، كما هو الحال مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سمعية، حيث يعتمدون على الإشارات والتعابير ليتواصلوا مع الآخرين.
الاتصال الكتابي
تتطلب الكتابة نقل المعلومات من خلال طباعة رموز اللغة من حروف وأرقام. تُستخدم هذه الطريقة لنقل المعرفة عبر كتب، مدونات، ومذكرات. الأكثر شهرة حاليًا هو البريد الإلكتروني والدردشات.
على الرغم من حاجة الاتصال الكتابي إلى رد من المستقبل لتأكيد استلام الرسالة، إلا أنه يمتاز بالعديد من الجوانب الإيجابية، مثل توفير سجلات مرجعية يُمكن الاعتماد عليها، وكونه وسيلة فعالة لنقل الرسالة لنطاق واسع دون تكلفة إضافية.
مهما كانت أشكال الرسائل المكتوبة، سواء بريد إلكتروني أو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الهدف هو الوصول بالمعلومات بوضوح.
لكن ضعف المهارات الكتابية قد يؤدي إلى فهم خاطئ للمحتوى، مما يسبب الارتباك وسوء الفهم وأحيانًا مشكلات قانونية، مما يعوق عملية الاتصال.
لذلك، يجب على الأفراد عند الاتصال كتابةً الحرص على اكتساب مهارات كتابية جيدة وفهم محتوى الرسالة بدقة، حيث تعكس عادة وجهات نظر مرسلها.
الاتصال المرئي
تشير سلوكيات الأفراد، مثل مشاهدة التلفاز، وتصفح الفيديوهات والصور على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى ميل المجتمعات نحو استخدام الاتصال المرئي.
استخدام الاتصال المرئي يُعد وسيلة لتعزيز الاتصال الكتابي واللفظي، من خلال استخدام الصور الفوتوغرافية والفنون المختلفة لتوصيل المعلومات وزيادة وضوح الرسالة. وبسبب اختلاف أنماط التعلم، قد يجد البعض أن الاتصال البصري الأكثر فعالية في إيصال المعاني.
لذا، يميل بعض الأشخاص إلى الاستفادة من الوسائط المتعددة في العروض التقديمية لجذب انتباه الجمهور وخلق فهم أفضل للموضوعات المطروحة.
تحتوي الصورة الواحدة على رسالة غنية بالمعاني؛ على سبيل المثال، صورة في برج إيفل تدل على زيارة باريس، أو فيديو لشخص يتلقى جائزة يُظهر مهاراته دون الحاجة إلى الحديث.
تؤثر هذه الرسائل على المتلقي بصورة إيجابية أو سلبية، مما يمكن أن يحفزهم على اتخاذ إجراءات معينة، مثل استجابة مشاعر التعاطف مع طفل يعاني من الجوع.
عناصر عملية الاتصال
تتطلب عملية الاتصال وجود العناصر الأساسية التالية:
- المُرسل
(بالإنجليزية: The Sender) هو نقطة البداية في الاتصال، ويمتلك المعلومات التي يرغب في إيصالها إلى الطرف الآخر، كطلب أو استفسار.
- المُستقبل
(بالإنجليزية: The Receiver) يمثل الشخص الذي تُوجه إليه الرسالة، ويكون مسؤولاً عن فهم وتحليل هذه المعلومات.
- الرسالة
(بالإنجليزية: The Message) تتضمن المحتوى الذي يرغب المُرسل في إيصاله، وغالبًا ما تضاف إليه معلومات إضافية عبر لغة الجسد ونبرة الصوت.
- الوسيط
(بالإنجليزية: The Medium) يمثل القناة التي تمر الرسالة عبرها، مثل الهواتف المحمولة التي تُستخدم لإرسال الرسائل النصية.
- الاستجابة
(بالإنجليزية: Feedback) تحدث بعد وصول الرسالة وفهمها، حيث يرد المُستقبل على المُرسل تأكيدًا لفهمه، قد يكون ردًا كتابيًا أو شفويًا.
أهمية عملية الاتصال
تقدم عملية الاتصال العديد من الفوائد، وفيما يلي أبرزها:
- تشكل عملية الاتصال قاعدة أساسية تدعم العمل التنظيمي، حيث توفر المعلومات الأساسية اللازمة لأي نشاط.
- تسهم في صناعة القرار والتخطيط من خلال توفير المعلومات الضرورية، مما يجعل دقة التخطيط مرتبطة بجودة المعلومات المُرسلة إلى الإدارة.
- تمكّن الأفراد من ممارسة تأثيرهم الشخصي والقيادي من خلال إيصال الأهداف والسياسات إلى الآخرين.
- تنظم الأعمال بين الأشخاص ذوي العلاقات المشتركة، مما يُعزز التفاهم المشترك بينهم.
- تساعد على تعزيز العلاقات الإنسانية وحل النزاعات.
فيديو مراحل تطور وسائل الاتصال
يمكنكم التعرف على مراحل تطور وسائل الاتصال من خلال الفيديو التالي: