أساليب شكر الله سبحانه وتعالى
قدّم ابن القيم -رحمه الله- في كتابه “مدارج السالكين” شرحاً وافياً لأساليب شكر العبد لنعم ربه عز وجل، حيث قسمها إلى ثلاث مراتب: شكر القلب، شكر اللسان، وشكر الجوارح. كل نوع من هذا الشكر يُمارس بأسلوب معين. وفيما يلي تفاصيل هذه الأساليب:
- شكر القلب: يتمثل في شعور القلب بعظمة النعم التي ينعم الله بها عليه، واليقين بأن هذه النعم تأتي من مصدر واحد وهو الله سبحانه وتعالى. ويؤكد ابن القيم أن هذا النوع من الشكر والاعتقاد واجب على العبد، وليس مجرد استحباب؛ لأن على العبد أن يدرك بأن نعم الله -تعالى- عليه هي بفضل الله وحده.
- شكر اللسان: يتعلق بالتصريح والاعتراف بفضل الله تعالى، وهو ما يتبع الاعتقاد الذي نُقش في القلب. يتم ذلك من خلال كثرة الحمد والثناء على الله تعالى على نعمه، سواء كانت ظاهرة أم باطنة.
- شكر الجوارح: يعني توظيف العبد لجوارحه في طاعة الله تعالى، مع الحرص على تجنب المعاصي والمحرمات.
وصف الشكر وتعريفه
عرف العديد من العلماء المسلمين شكر النعم بعدة أوصاف تعريفية متنوعة. إليكم بعض الوصف والتعريف كما ذكره عدد من العلماء والصحابة:
- قال أحد العلماء: “شكر نعمة البصر يكمن في ذكر أفضل ما رآه، وستر ما هو شر”.
- قال أحد السلف: “شكر الله يكون من خلال ترك معصيته”، وأشار آخر إلى أنه “ينبغي على العبد أن لا يستخدم النعم في معصية المُنعم”.
- قال أبو حازم الزاهد: “من يشكر بلسانه فقط أشبه من يشتري ثوباً ولا يرتديه، فهو لن ينفعه في بردٍ ولا حرٍّ”.
فضل الشكر
عندما يلتزم العبد بشكر الله -تعالى- على نعمه، فإنه ينال مجموعة من الفضائل التي تشمل:
- تحلي بصفة الأنبياء عليهم السلام، حيث وصفهم الله -تعالى- في كتابه الكريم بأنهم شاكرون.
- كسب رضا الله تعالى والنجاة من عذابه وغضبه.
- زيادة البركة في النعم والأرزاق، فاستمرارية النعم تتوقف على شكرها.
- الحصول على الأجر العظيم في الآخرة من الله سبحانه وتعالى.