يوم القيامة في الإسلام يوجد به العديد من الأحداث، ويعتبر هذا اليوم بمثابة يوم الحصاد الذي يرى فيه كل إنسان جزاء عمله، وهو يوم الآخرة الذي تكون فيه الدنيا قد فنت نهائيًا، فلا يوجد وقت لكي يقوم المرء بالندم على ما فات، فهو موعد الحساب الأعظم، وسوف نتعرف على يوم القيامة تفصيليًا، من خلال موقع سوبر بابا.
يوم القيامة في الإسلام
يوم القيامة أو الآخرة هو نهاية العالم الذي نعيش فيه، وبداية عالم آخر لا مكان فيه لكل عاصي وكافر بالله عز وجل، ولا يعتبر يوم القيامة في الإسلام فقط، بل يوجد أيضًا في المسيحية واليهودية، ويُفسر على أنه موعد الحساب الأخير لكافة البشر؛ حيث يلقى كل إنسان حسابه.
هو يوم اللقاء الأول بين الله -عز وجل- والعبد؛ الأمر الذي جعل كل شخص يتمنى لو يعلم موعد هذا اليوم لكي يتوب قبله عما كان يفعله في حياته، لكن الله أخفى موعده عن سائر الخلق جميعًا، وله في ذلك حكمة كبيرة، فعلى الإنسان أن يعمل دائمًا بكامل جهده طوال حياته، ويبتعد عن الفواحش والمحرمات فقط من أجل نيل رضا الله تعالى.
اقرأ أيضًا: معلومات عن ليلة القدر
أحداث يوم القيامة بالترتيب
إن يوم القيامة في الإسلام له أحداث مُرتبة؛ حيث إن الله أعد هذا اليوم خصيصًا لكي يرى ما فعله الإنسان طوال حياته، فمن كان يعمل صالحًا سوف يُنعم في الجنة إلى الأبد، ومن كان يعمل سوءً فالنار أعدها له، وعلى الرغم من أن أغلب المسلمون يعلمون جيدًا ما يحدث في هذا اليوم، لكنهم لا يعلمون ما الشيء الذي يحدث أولًا.
1- يوم النفخ في الصور
هذا اليوم مثله كمثل أي يوم آخر، يعيش فيه الناس وجميع الكائنات الحية كلًا في ملكوته، وإذ فجأةً ينفخ الله -عز وجل- في الصور مُعلنًا انتهاء الحياة على وجه الأرض، وبعد ذلك ينتهي كل شيء وتفنى جميع الكائنات على وجه الأرض أو في السماء، وهو ما ورد في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّه).
قام العرب بتصوير الصور على أنه قرن، وهذا ما صدق عليه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: (إنَّ اللهَ تعالى لما فرغ من خلقِ السمواتِ والأرضِ خلق الصُّورَ وأعطاهُ إسرافيلَ فهو واضعُه على فيهِ شاخصٌ ببصرِه إلى العرشِ ينتظرُ متى يؤمَرُ فقال أبو هريرةَ قلت: يا رسولَ اللهِ وما الصُّورُ؟ قال: قرنٌ فقلتُ: وكيفَ هوَ؟ قال: هو عظيمٌ).
يوكل الله -عز وجل- ملك مخصوص لكي ينفخ في الصور بإذنه، وهو إسرافيل عليه السلام، ومن الجدير بالذكر أن بعد هذا النفخ لا يستطيع الإنسان أن يعود إلى حياته القديمة بكل ما كان فيها، وتم وصف هذا اليوم على أنه صعب جدًا على العباد، فإن كان هناك شخصًا يقوم يرفع اللقمة لكي يتناولها فلن يقدر على ذلك.
أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على أول شخص يقوم بالنفخ في الصور، فقال: (وَأَوَّلُ مَن يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ)، يُقال إن اليوم الذي سوف تقوم فيه الساعة وتفنى فيه الحياة سوف يكون يوم جمعة، الأمر الذي يجعل أغلب المسلمون حريصون على التعبد والصلاة في هذا اليوم، كما أنه من الأيام المباركة.
على الرغم من هول الصاعقة، إلا أن علماء الإسلام أثبتوا أن هناك كائنات لا تتأثر بالصعق، قيل إنهم الملائكة، مثل سيدنا جبريل عليه السلام، وعزرائيل ملك الموت، بالإضافة إلى ميكائيل وإسرافيل عليهم جميعًا السلام، وهناك آراء أخرى تؤكد على أنهم الحور العين الموجودين في الجنة، وذهبت بعض الآراء حول أن الموتى لا يتأثرون بالنفخ في الصور.
2- البعث والنشور
إنَّ الله -عز وجل- يُحي كل من على وجه الأرض ويبث في أجسادهم الروح؛ وذلك للبدء في حسابهم، ويمكن الاستدلال على ذلك مما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)، توضح الآية السابقة قدرة الله تعالى على بعث كل نفس حتى الموتى.
المقصود من النشور هو التفرق والانتشار، الأمر الذي يشير إلى الفوضى التي يكون فيها الخلق حينما يُبعثون من مرقدهم في القبور، ويكون ذلك بعد أن يُنزل الله -عز وجل- المطر فيُنبت الناس ثانيةً وكأنهم زرع، والبعث من الأشياء التي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته.
قال: (ثم يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا كأنه الطَّلُّ، فيَنْبُتُ منه أجسادَ الناسِ، ثم يُنْفَخُ فيه أخرى، فإذا هم قِيامٌ ينظرونَ)، يوضح الحديث الشريف السابق أن الله -عز وجل- قادرًا على فعل كل شيء، فهو المسؤول عن إحياء الناس بعد موتهم.
3- موعد الحشر
بعد البعث والنشور يجتمع الناس جميعًا في أرض المحشر استعدادًا لملاقاة حسابهم، وفي وصف يوم القيامة في الإسلام أنها تكون أرض بيضاء، ويكون لكل لإنسان في هذه الأرض مكان لوضع قدميه فقط، وهي أرض خالية من الزرع والجبال، يقف الناس فيها خائفين كثيرًا من المصير الذي ينتظرهم.
يقفون حُفاة الأقدام وهم يشعرون بالجوع والعطش والإرهاق، ويأتي أفواجًا من البشر في هذا اليوم، فالبعض يشتعل النار في جسده وهم المجرمون من عصوا الله تعالى في حياتهم، ومنهم من يأتي مثل الذرّ وأولئك المُتكبرون، والوقت الذي يقضيه العباد في أرض المحشر هو يوم واحد فقط.
مقداره خمسون ألف سنة، ويوجد منهم من يغرق في عرقه جزاء لأعماله، ومنهم من يجلس بجانب عرش الرحمن، وذكر رسول الله هذا اليوم في أكثر من حديث شريف، فقال صلى الله عليه وسلم: (يُحْشَرُ النَّاسُ يَومَ القِيامَةِ علَى أرْضٍ بَيْضاءَ عَفْراءَ، كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ، ليسَ فيها عَلَمٌ لأَحَدٍ).
4- حوض النبي
هو المكان الذي يلقى فيه النبي بأمته المسلمين الذي ساروا على نهج النبي واتبعه سنته، ولم يعصوا ما أمر به الله تعالى.
5- شفاعة الأنبياء
من أحداث يوم القيامة في الإسلام هي شفاعة الأنبياء، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- له الشفاعة العظمى، ويأتي الناس إلى كلًا من نبي الله نوح، وآدم وإبراهيم عليهما السلام لكي يطلبون الشفاعة ولكن يعتذرون منهم، أما حينما يأتون إلى سيدنا محمد يقول أنا لها.
6- العرض أمام الله
إن الله -عز وجل- ينظر إلى أعمال العباد في وقت العرض، وهناك أحاديث وآيات قرآنية عديدة تم تناولها عن وقت العرض، فالإنسان سوف يرى كافة أعماله في الدنيا عن يمينه ويساره.
7- المحاسبة على الأعمال
في ذلك الوقت يُحاسب الله تعالى كل إنسان على أعماله في الدنيا، وأول ما يُسأل عليه العبد هي الصلاة، فإن كانت صالحة فإن باقي العمل يصلُح، وإن كانت غير صالحة فقد خاب وخسر صاحبها، ويُكتم فم الإنسان وتشهد جميع جوارحه على ما قام بفعله طوال حياته.
8- قراءة الكتاب
يتناول العبد كتابه في ذلك اليوم إما بيمينه دليلًا على أنه أحسن عملا، وهناك من يتلقون كتابهم بيسارهم دليلًا على سوء عاقبتهم، ويبدأ كل إنسان في قراءة أعماله في الدنيا.
9- الميزان وسجلات الحساب
يعتبر الميزان بمثابة حقيقة لكل مسلم، فهو لا يوجد به خطأ وقادرًا على وزن سجلات البشر جميعًا بكل ما فيها من أعمال، ولا يعلم مقدار الحساب به إلا الله عز وجل، وهناك أعمال تكون ثقيلة في الميزان عن غيرها.
10- الانقسام إلى أزواج
في تلك المرحلة ينقسم البشر جميعًا إلى ثلاثة أقسام وهم السابقون في الخيرات، وأصحاب الجنة أو ما يطلق عليهم أصحاب الميمنة، بالإضافة على أصحاب النار أو أصحاب المشئمة، والمقصود من أزواج هو أنهم متشابهون في أعمالهم.
11- قنطرة المظالم
هو المكان الذي يفصل بين كل من الجنة والنار، ويمكن التعرف عليه بشيء من التفصيل كما وصفه النبي، أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ الرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِذَا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ ، حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا ، أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الجَنَّةِ، فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الجَنَّةِ: أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا).
12- الجنة والنار
هو آخر ما يمر به العبد، إن كان عمله حسن ف حياته وكان ينفذ كل ما أمر به الله تعالى فإن جزائه الجنة ونعم الجزاء، أما من كان عمله سيء وعثا في الأرض فسادًا فأعدت له نار جهنم وبئس المصير.
اقرأ أيضًا: أول ليلة في القبر
أسماء يوم القيامة في القرآن
يوم القيامة في الإسلام يوجد له العديد من المُسميات، وذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وهو ما يمكن الاستدلال عليه فيما يلي.
اسم يوم القيامة | الدليل من القرآن | |
الآخرة | مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. | |
الحاقة | الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ. | |
الدار الآخرة | تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ. | |
الصاخّة | فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ. | |
الطامّة الكبرى | فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى. | |
الغاشية | هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ. | |
الواقعة | إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ. | |
اليوم الآخر | إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ. | |
يوم الآزفة | وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ. | |
يوم البعث | وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. | |
يوم التلاق | رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ. | |
يوم التناد | وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ. | |
يوم الجمع | وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ. | |
يوم الحساب | وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ. | |
يوم الحسرة | وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ. | |
يوم الخروج | يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ. | |
يوم الخلود | ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ. | |
يوم الدين | مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. | |
يوم الفصل | هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ. | |
يوم القيامة | لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ. | |
يوم الوعيد | وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ. | |
يوم القيامة في الإسلام هو اليوم الذي يلقى فيه العبد حسابه على كل ما فعل في حياته، ويجب على كل مسلم اتباع ما أمر به الله تعالى للفوز بالجنة.